وما يؤدّي إلى غرضهم.
وهم يعترفون بفضلي وعلمي وقوتي على هذا الأمر ، وذلك كما قال عمر لي في مرض موته :
أما والله لئن وليتهم لتحملنهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء (١).
فهو يعرف بأنّي سوف أُقيم الشرع إذا وليتها ، لأنّي لا أنظر إلى الخلافة مثل ما كانوا ينظرون إلى الخلافة ، بل أنظر إليها على أنّها إقامة للدين الحنيف واستمرار لنهج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكنّهم أعادوها جاهلية ، لذلك صبرت وفي الحلق شجا وفي العين قذى ، فاستغلوا صمتي وهضموا حقّي وتناقلوها بينهم.
وعندما وصلت الخلافة إليّ وبايعني الناس بعد مقتل عثمان لم يرق لقريش ذلك ، فنكثت طائفة ، وقسطت أُخرى ، ومرق آخرون ، فتحقّق قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ستقاتل من بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين » ، فقامت عائشة تحرّض الناس ضدّي ، ووقف معها طلحة والزبير وكانا قد بايعاني ثم نكثا بيعتي ، وقد زعموا أنّهم يطالبون بدم عثمان ، وقد كانوا هم أوّل من حرّض الناس وقاموا ضدّه إلى أن
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ١٨٦ ، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني : ٥١٠.