أحقّ منّي بهذا الأمر ، بدأوا برواية أحاديث تؤيّده ، لذلك أمرت بحرق الأحاديث وعدم كتابتها أو التحدّث بها والاكتفاء بالقرآن (١).
____________
١ ـ إنّ ما يؤكّد هذا الهدف الذي سنّه أبو بكر ومَن جاء بعده ما رواه الزبير بن بكّار ( ت٢٥٦ ) بسنده عن عبد الرحمن بن يزيد قال :
قدم علينا سليمان بن عبد الملك حاجّاً سنة ( ٨٢ هـ ) وهو ولي عهد ، فمرّ بالمدينة ، فدخل عليه الناس فسلّموا عليه ، وركب إلى مشاهد النبيّ صلىاللهعليهوآله التي صلّى فيها وحيث أصيب أصحابه بأُحد ، ومعه أبان بن عثمان وعمرو بن عثمان وأبو بكر بن عبد اللّه ، فأتوا قباء ومسجد الفضيخ ومشربة أُمّ إبراهيم وأُحد ، وكلّ ذلك يسألهم ، ويخبرونه عمّا كان.
ثمّ أمر أبان بن عثمان أن يكتب به سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله ومغازيه.
فقال أبان : هي عندي ، وقد أخذتها مصحّحة ، ممّن أثق فيه.
فأمر بنسخها ، وألقى إلى عشرة من الكتاب فكتبوها في رق.
فلمّا صارت إليه نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين وذكر الأنصار في بدر فقال : ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل ، فإمّا أن يكون أهل بيتي غمضوا عليهم ، وإمّا أن يكونوا ليس هكذا.
فقال أبان : أيها الأمير لا يمنعنا ما صنعوا ... أن نقول بالحقّ ، هم ما وصفنا لك في كتابنا هذا.
قال سليمان : ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين لعلّه يخالفه ، فأمر بذلك الكتاب فخرق وقال : أسأل أمير المؤمنين إذا رجعتُ ، فإن يوافقه فما أيسر نسخه.
فرجع سليمان بن عبد الملك ، فأخبر أباه بالذي كان من قول أبان ، فقال عبد الملك : وما حاجتك أن تقدّم بكتاب ليس لنا فيه فضل؟ تعرّف أهل