وهنا نتعرّض لنقاط وردت في إحدى تلك المنشورات ، مع بعض الردود الكافية لفضح تعصّبهم ، والله المستعان.
لماذا لم يتّخذ يوم وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله مأتماً؟
في البدء ذكر الكاتب قول ابن كثير : ورسول الله سيّد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ، ولم يتّخذ أحد يوم موتهم مأتماً (١).
نقول : إنّ هذا الكاتب وأمثاله يتغافلون عن الحقّ ، فالشيعة يحيون ذكرى وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله ، وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
وإن كان يقصد التميّز الموجود في إحياء ذكرى سيّد الشهداء عليهالسلام ، فليعلم أنّ ذكرى شهادة الإمام الحسين عليهالسلام هي ذكرى مأساة لا مثيل لها ، فقتله جريمة عالمية نظهر موقفنا منها ، وبراءتنا ممّن قتل سبط الرسول وحبيبه ، ونعلن أنّنا نواليه وندين ما فعله أعداؤه.
إنّ زيارة خاطفة يقوم بها أيّ من المنصفين لهذه المجالس ، ودور العبادة والحسينيات المباركة ، يجد أنّنا نبكي على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأهل بيته جميعاً ونتبرّك بذلك ، فليس البكاء مخصوصاً للحسين عليهالسلام ، هذا فضلاً عن الأحاديث النبوية ، وعن أهل البيت عليهمالسلام ، التي تبيّن خصوصية ظلامة الحسين عليهالسلام ، وأهمّيتها عند الرسول وأهل بيته ، فنحن نتأسّى بهم.
ظهور الكرامات عند مقتل الحسين عليهالسلام.
قال الكاتب : ولا ذكر أحد أنّه ظهر يوم موتهم ، وقبلهم شيء ممّا ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأُمور المتقدّمة.
نقول : إنّ هذا جهل من الكاتب ، أو كذب مبين ، فإنّ الأحاديث والنصوص في كتبهم ذكرت حدوث ظواهر كونية في ذلك اليوم ، وقد كذب
__________________
١ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٢١.