كالملاحف المعصفرة ، والكواكب يضرب بعضها بعضاً ، وكان قتله يوم عاشوراء ، وكسفت الشمس ذلك اليوم ، واحمرت آفاق السماء ستّة أشهر بعد قتله ، ثمّ لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك ، ولم تكن ترى فيها قبله » (١).
وروى الذهبي عن ابن سيرين : لم تبك السماء على أحد بعد يحيى عليهالسلام إلاّ على الحسين (٢) ، ونقل البيهقي في دلائل النبوّة إمطار السماء دماً (٣).
وعلم بأنّ هذا لا يتعارض مع قوله صلىاللهعليهوآله : « إنّ الشمس والقمر ... لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته » (٤) ، حيث أنّ خسوف الشمس قد جاء نتيجة جرم البشر بقتل هذا السبط المطهّر عليهالسلام ، لا مجرّد موت إنسان كما ينصّ الخبر ، وذلك مصداقاً لقوله تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ) (٥).
وهذا هو الحال في جريمة قتل الحسين وأهل بيته عليهمالسلام ، فبعد هذا كُلّه ، هل يصحّ كلام الكاتب؟
ج ـ الدم الذي ظهر على الجدر :
والطريف أنّه مذكور في رواية الطبري عن حصين بن عبد الرحمن ، وقد صرّح الكاتب بحسن سندها حينما استشهد بالرواية ، زاعماً طلب الحسين أن يضع يده في يد يزيد!!
قال الطبري : « قال حصين : فلمّا قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة ، كأنّما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتّى ترتفع » (٦) ، فهذه رغم أنّها صحيحة عنده لم يأخذ بها ، لأنّها لا تصبّ في صالحه!
__________________
١ ـ تاريخ الخلفاء : ٢٠٧.
٢ ـ سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٢.
٣ ـ دلائل النبوّة ٦ / ٤٧١.
٤ ـ الكافي ٣ / ٢٠٨.
٥ ـ الروم : ٤١.
٦ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٢٩٦.