الهيثمي عن هذا الخبر : « رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح » (١) ، ترى! هل يظنّ هذا الكاتب أنّه لا يوجد أحد يكشف كذبه؟!
زعم الكاتب أنّه أعرف بمصلحة الإسلام من الحسين!!
قال : « لم يكن في خروج الحسين عليهالسلام مصلحة لا في دين ولا دنيا ، ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ، وهو قد همّ بالرجوع لولا أولاد مسلم » ، ولنترك ابن العماد الحنبلي ليردّ عليه :
يقول الحنبلي : « والعلماء مجمعون على تصويب قتال علي لمخالفيه ، لأنّه الإمام الحقّ ، ونقل الاتفاق أيضاً على تحسين خروج الحسين على يزيد » (٢).
فتحسين خروجه مورد اتفاق العلماء ، والقول بعدم وجود مصلحة هو وقاحة وجرأة من الكاتب على مقام الحسين عليهالسلام ، فالكاتب يرفع شعار الدفاع عن الصحابة ، ولكن النصب يقتضي أن يبرّر أعمال يزيد ومعاوية ، وهم ثمار الشجرة الملعونة في القرآن ، ويبلغ من جرأته أنّه يخطّئ الحسين المطهّر عليهالسلام بنصّ القرآن ، وسيّد شباب أهل الجنّة بنصّ جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله!!
كُلّ ذلك يفضّل أئمّته بني أُمية على أهل بيت النبوّة الطاهرين المطهّرين!!
قوله : أنّ خروج الحسين عليهالسلام مفسدة.
قال الكاتب : « وكان في خروجه من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ، ولكنّه أمر الله تبارك وتعالى ، وما قدّر الله كان ، ولو لم يشأ الناس».
الغريب أنّ الكاتب يقول بأنّه أمر الله ، ثمّ يلوم الحسين عليهالسلام على الخروج ، فإن كان جبراً فلا ملامة على الحسين عليهالسلام ، وإن كان مخيّراً ـ وهو كذلك ـ فإنّه أمر الله وقد أطاعه الحسين عليهالسلام ، فماذا يقصد الكاتب؟ أم أنّه يهجر.
ثمّ العجيب من أمر هذا الكاتب وأضرابه ، يدعون تقديس الصحابة وعدالتهم ، ثمّ يتجرّأ على الإمام الحسين عليهالسلام لخروجه على يزيد.
__________________
١ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٩٩.
٢ ـ شذرات الذهب ١ / ١٢٢.