فدخلت يوماً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاته ، فإذا عينا رسول الله تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي وأُمّي ما لك؟ قال : « أتاني جبرائيل فأخبرني أنّ أُمّتي ستقتل ابني هذا ، فقلت : هذا؟ فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء » (١).
هذه روايات صريحة في أنّ البكاء على الحسين هي سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والشيعة يتّبعون سنّته صلىاللهعليهوآله في البكاء على سيّد الشهداء الحسين عليهالسلام.
أعداء أهل البيت يصومون يوم عاشوراء فرحاً!
قال : « ممّا ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ، ما رواه الطوسي في الاستبصار ، وما لا أُطيق أفهم تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء ... ».
لم يكن لصوم يوم العاشر من المحرّم صدى كما نسمعه اليوم ، ولا تركيز من قبل النواصب كما يفعلون اليوم ، فهل يريدون بذلك أن يغطّوا على شناعة فعل يزيد في ذلك اليوم ، دفاعاً عن بني أُمية.
أمّا عند الشيعة فقد اختلفت آراء فقهاء الشيعة ، تبعاً لاختلاف الروايات وتعارضها في مسألة صوم عاشوراء.
إذ يبدو أنّ القدماء منهم قد حكموا باستحباب صوم يوم العاشر ، إن كان على وجه الحزن ، وحمل الشهيد الثاني معنى الصوم على الامتناع عن المفطّرات إلى العصر ، لا على المعنى الشرعي للصوم ، فهو يرد القول باستحباب الصوم الشرعي ، إذ يقول : « لأنّ صومه متروك ، كما وردت به الرواية » (٢).
وحكم المحقّق البحراني ـ من المتأخّرين ـ بالحرمة ، ويفهم من السيّد الطباطبائي في الرياض الاستحباب العام ، لا بالعنوان الخاصّ المؤكّد عليه
__________________
١ ـ المستدرك ٣ / ١٧٦.
٢ ـ مسالك الأفهام ٢ / ٧٨.