تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا » (١).
قال الهيثمي معلّقاً على الرواية : « رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار والطبراني ، ورجاله ثقات ، ولم ينفرد نجي بهذا » (٢).
وروى الطبراني عن أُمّ سلمة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جالساً ذات يوم في بيتي فقال : « لا يدخل عليّ أحد « فانتظرت ، فدخل الحسين عليهالسلام ، فسمعت نشيج رسول الله يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله يمسح جبينه ، وهو يبكي ، فقلت : والله ما علمت حين دخل.
فقال : « إنّ جبرائيل كان معنا في البيت ، فقال : تحبّه؟ قلت : أمّا من الدنيا فنعم ، قال : إنّ أُمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء » ، فتناول جبرائيل عليهالسلام من تربتها فأراها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا أُحيط بحسين حين قتل ، قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلاء ، قال : « صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء » (٣).
قال الهيثمي معلّقاً على سند الرواية : « رواه الطبراني بأسانيد ، ورجال أحدها ثقات » (٤).
وروى الحاكم عن أُمّ الفضل بنت الحارث ، أنّها دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله إنّي رأيت حلماً منكراً الليلة ، قال : « ما هو »؟ قالت : إنّه شديد ، قال : « ما هو »؟ قالت : رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « رأيت خيراً ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً ، فيكون في حجرك » ، فولدت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليهالسلام فكان في حجري ، كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله.
__________________
١ ـ مسند أحمد ١ / ٨٥.
٢ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧.
٣ ـ المعجم الكبير ٣ / ١٠٨.
٤ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩.