فقال له أبو برزة الأسلمي : أما والله لقد أخذ قضيبك هذا مأخذاً ، لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يرشفه (١).
ونحن نظنّ بأنّ كاتب المنشور لو كان متواجداً في ذاك المجلس لقال لأبي برزة : دع عنك هذا ، فإنّ يزيداً يكرمه بهذا.
مستند غريب لتبرئة يزيد :
قال : إنّ بني هاشم وبني أُمية أبناء عمومة ، وذلك إنّ هاشم بن عبد مناف والد بني هاشم ، وبني عبد شمس بن عبد مناف والد بني أُمية إخوان ، فالحسين ويزيد أبناء عمومة.
إنّ أوّل ما يتبادر إلى ذهن العاقل هذا التساؤل : ماذا يريد الكاتب من هذا الكلام؟ أيقول بأنّ أبناء العمومة يجوز لهم أن يقتلوا بعضهم؟ ولا حقّ لكم في التدخّل؟ أم أنّه يقول : بأنّ أبناء العمومة لا يقتلون بعضهم؟
وعلى كلا الفرضين ، فإنّ هذا الكلام نابع وبوضوح من نفس تؤمن بالعصبية والقبلية أيما إيمان ، وبغض النظر عن ذلك ، فإنّنا قد رأينا في تاريخ حكّام المسلمين : أنّ الأخ لا يمانع في قتل أخاه في سبيل المُلك ، فكيف بقرابة العمومة؟!
وهل يريد أن يقول أيضاً : أنّ المعلومات الواردة عن المعارك بين رسول الله صلىاللهعليهوآله وعتاة بني أُمية ـ كأبي سفيان ـ غير صحيحة ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأبا سفيان أبناء عمومة؟!
نعم ، هناك قرابة وتكنّها قرابة سوء كان يبغضها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد روى الحاكم عن أبي برزة الأسلمي قال : كان أبغض الأحياء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله بنو أُمية وبنو حنيفة وثقيف ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (٢).
__________________
١ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٠٩.
٢ ـ المستدرك ٤ / ٤٨٠.