وذكر أيضاً : « ثمّ أمر برأس الحسين فنصب بالكوفة ، وطيف به في أزقّتها ، ثمّ سيّره مع زحر بن قيس ، ومعه رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام ، وكان مع زحر جماعة من الفرسان ، منهم : أبو بردة بن عوف الأزدي ، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتّى قدموا بالرؤوس كُلّها على يزيد بن معاوية بالشام » (١).
ونقل عن مجاهد قال : لمّا جيء برأس الحسين ، فوضع بين يدي يزيد ، تمثّل بهذه الأبيات :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج في وقع الأسل |
فأهلّوا واستهلوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا لي هنياً لا تسل |
حين حكت بفناء بركها |
|
واستحر القتل في عبد الأسل |
قد قتلنا الضعف من أشرافكم |
|
وعدلنا ميل بدر فاعتدل (٢) |
وقد صرّح السيوطي بإرسال الرأس إلى يزيد فقال : « ولمّا قُتل الحسين وبنو أبيه ، بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد » (٣).
تشكيك الكاتب في مكان قبر الحسين عليهالسلام :
قال : « ولا يعلم قبر الحسين ، ولا يعلم مكان رأسه ... ».
ولعلّ آخر ما في كنانة هذا الكاتب جهالته وزعمه أنّ قبر الإمام الحسين عليهالسلام مجهول!! فأُنظر إلى ما يقوله ابن كثير : « وأمّا قبر الحسين فقد اشتهر عند كثير من المتأخّرين أنّه في مشهد علي بمكان من الطف عند نهر كربلاء ، فيقال : إنّ ذلك المشهد مبني على قبره ... ، وذكر هشام بن الكلبي : أنّ الماء لمّا أُجرى على قبر الحسين ليمحي أثره ، نضب الماء بعد أربعين يوماً ، فجاء أعرابي من بني أسد ،
__________________
١ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٠٨.
٢ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٠٩.
٣ ـ تاريخ الخلفاء : ٢٠٨.