عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) (١).
وعليه ، فحقّ لنا أن نلعن كُلّ من ثبت بالأدلّة القطعية نفاقه وفسقه.
كما لعن الله تعالى أيضاً الذين في قلوبهم مرض بقوله : ( رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ... أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) (٢).
ولعن أيضاً الظالمين بقوله : ( أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٣).
فنحن أيضاً نلعن كُلّ من ظلم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأهل بيته عليهمالسلام ، وبالأخص ابنته المظلومة المغصوب حقّها فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
ولعن أيضاً كُلّ من آذى رسول الله صلىاللهعليهوآله بقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (٤).
ولاشكّ ولا ريب أنّ المتخلّف عن جيش أُسامة متخلّف عن طاعة رسول الله ، والتخلّف عن طاعة رسول الله يوجب أذى رسول الله ، وأذيّة رسول الله توجب اللعنة بصريح الآية.
ومن المجمع والمسلّم عليه بين الكُلّ : أنّ بعض الصحابة قد تخلّف عن جيش أُسامة فاستحقّ اللعنة.
كما لاشكّ ولا ريب أنّ أذيّة فاطمة الزهراء عليهاالسلام توجب أذيّة رسول الله لقوله صلىاللهعليهوآله : « فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما أغضبها » (٥).
وقد نقل ابن أبي الحديد والجوهري : « أنّ فاطمة ماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها » (٦).
__________________
١ ـ الفتح : ٦.
٢ ـ محمّد : ٢٠ ـ ٢٣.
٣ ـ هود : ١٨.
٤ ـ الأحزاب : ٥٧.
٥ ـ الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦٢ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٥٦.
٦ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٤٩ و ١٦ ٢٣٢ ، السقيفة : ٧٥ و ١١٨.