الْمُنْكَرِ ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، حَتّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ مِنْ وَعْدِهِ ، فَاشْهِدُ اللهَ وَاشْهِدُكُمْ انِّي بِاللهِ مُؤْمِنٌ وَبِمُحَمَّدٍ مُصَدِّقٌ وَبِحَقِّكُمْ عارِفٌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ما أَمَرَكُمْ بِهِ وَعَبَدْتُمُوهُ حَتّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ.
بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أَمَرَ بقَتْلِكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ شايَعَ عَلى ذلِكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَقَعَدُوا عَنْ نُصْرَتِكَ ، مِمَّنْ دَعاكَ فَأَجَبْتُهُ ، مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ ، فَقَدْ أَجابَكَ رَأْيِي وَهَوايَ ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ ، وَأَنَّ مَنْ خالَفَكَ عَلى ذلِكَ باطِلٌ ، فَيا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ، فَأَسْأَلُكَ يا سَيِّدِي أَنْ تَسْأَلَ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ فِي ذُنُوبِي ، وَأَنْ يُلْحِقَنِي بِكُمْ وَبِشِيعَتِكُمْ ، وَأَنْ يَأْذَنَ لَكُمْ فِي الشَّفاعَةِ وَأَنْ يُشَفِّعَكُمْ فِي ذُنُوبِي ، فَإِنَّهُ قالَ جَلَّ ذِكْرُهُ ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) (١).
صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَوْلادِكَ وَالْمَلائِكَةِ الْمُقِيمِينَ فِي حَرَمِكَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَعَلى الشُّهَداءِ الَّذِينَ اسْتَشْهَدُوا مَعَكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى وَلَدِكَ عَلِيِّ الاصْغَرِ الَّذِي فُجِعْتَ (٢) بِهِ.
ثم تقول :
اللهُمَّ إِنِّي بِكَ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ ، وَقَدْ تَحَرَّمْتُ بِمُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ ، وَتَوَجَّهْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَتَوَسَّلْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لِتَقْضِيَ عَنِّي مُفْتَرَضِي (٣) وَدَيْنِي ، وَتُفَرِّجَ غَمِّي وَتَجْعَلَ فَرَجِي مَوْصُولاً بِفَرَجِهِمْ.
__________________
(١) البقرة : ٢٥٥.
(٢) فجعه : أوجعه والفجع ان يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه فيعذبه.
(٣) أي ما وجب على من الحقوق.