محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين البالغ من العمر ٢٥ سنة وهو لا يزال اعزب اجل : شاءت الارادة الإلهية ان يلتقي هذان العقلان المنيران والقلبان الكبيران ـ على درب الوحدة النفسية والانصهار في بوتقة الحياة الزوجية التي تجعل منهما نفسا واحدة منطلقة في درب المحبة والوئام نحو هدف السعادة والسلام واذا اراد الله امرا هيأ اسبابه وكان سبب هذا الامر الإلهي والتقدير السماوي هو ان تكلف خديجة هذه محمدا هذا بأن يقوم بما كانت تكلف به غيره من السفر الى الخارج لغاية التجارة ولبى محمد هذا الطلب ليقضي الله أمراً كان مفعولا.
واتفق ان ربحت تجارتها هذه المرة ربحا خياليا لم يحصل لها من قبل ولم يكن يدور في ذهنها مضافا الى ما عرفت بحصوله له من الكرامات السماوية التي لا تحصل الا للأشخاص الذين تربطهم بالله سبحانه علاقة خاصة مميزة.
من هذه الكرامات تظليل الغمامة ومصاحبتها له ذهابا وايابا لتحجب عنه حرارة الشمس ـ وقد لاحظ هذه الظاهرة السماوية العجيبة الغريبة غلامها ميسره الذي انطلق بصحبته واخبرها بذلك بعد عودته من سفرته هذه.
فحصول الربح الكثير وحدوث هذه الكرامة مضافا الى ما كان معروفا وموصوفا به بين افراد المجتمع من الصدق والامانة حيث كانوا يلقبونه بالصادق الامين.
كل هذه العوامل تجمعت صورها المتألقة في خاطر خديجة لتزرع المحبة له في قلبها وتخرج من المتعارف في اسلوب المحاولة الهادفة لحصول الامنية الشريفة والحلم السعيد وهي امنية القرآن المبارك المجيد بالشخص الحميد ـ وقد تمثل خروجها عن المتعارف في ذلك ـ بأمرين الاول ابتداؤها بطلب حصول العلاقة المقدسة وابداؤها الرغبة فيها بتوسط احدى صديقاتها والثاني اقدامها على الاقتران بشخص لا مال له وهي المرأة الثرية التي بلغت ثروتها الرقم القياسي في محيطها.