فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) (١).
ومن الثاني ما روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله : الا ادلكم على سلاح ينجيكم من اعدائكم ويدر ارزاقكم قالوا بلى قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء وروي عن أمير المؤمنين قوله عليهالسلام الدعاء ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك.
وروي عن الإمام زين العابدين قوله عليهالسلام : إن الدعاء يرد البلاء وقد أبرم إبراما.
وسئل الإمام الصادق عليهالسلام عن رجلين قام احدهما يصلي حتى اصبح الآخر جلس يدعو ايهما افضل؟. قال : الدعاء أفضل وإنما كان للدعاء هذه المنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وأهل البيت عليهمالسلام لانه يمثل بمفهومه الديني روح العبادة وجوهرها وهو خشوع العبد المؤمن بين يدي الله سبحانه وخضوعه له وانقطاعه اليه وتوكله عليه في تحصيل الامر المحبوب له ودفع المكروه عنه ولا يصدق عنوان العبادة على اي عمل يمارسه المكلف على صعيد هذه الحياة الا اذا كان حاملا في طيه هذه الروح الإيمانية التي تعطيه الحياة والحركة نحو القبول والوصول الى الهدف المنشود ولذلك ورد في الحديث ما مضونه :
( لا يكتب من الصلاة الا ما اقبل به العبد على ربه ) لانها بدون اقبال عليه سبحانه تكون جسما بلا روح ولذلك لا يترتب على فعلها بهذه الحالة سوى براءة الذمة منها وسقوط الامر باعادتها او قضائها من باب اللطف الإلهي والرحمة السماوية ملاحظة للوضع العام الذي يعيشه عامة الناس الذين يفقدون روح التوجه والاقبال على الله سبحانه بسبب انشدادهم الى قضاياهم الحياتية المؤثرة على افكارهم وتوجههم.
__________________
(١) سورة البقرة ، آية : ١٨٦.