( يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأُولي الامر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا (٥٩) ) (١).
الثالث درس في اعتماد الرأي والتدبير السياسي وحمله سلاحا معنويا في ساحة المواجهة قبل نشوب الحرب العسكرية اذا امكن الاكتفاء به لدفع الاخطار المتوقعة او بعد نشوبها اذا كان الاستمرار عليها مؤديا الى مضاعفات سلبية كبيرة وخطيرة كما حصل مع الإمام الحسن عليهالسلام حيث وافق على الصلح ضمن تلك الشروط المعهودة مدخلا في حسابه حصول احدى الحسنيين اللتين مرت الاشارة اليهما سابقا بعد يأسه من جدوى الاستمرار على الحرب العسكرية المادية.
واخيرا نجحت الخطة وادى الصلح هدفه وهو حفظ حياة الحسين وبقاؤه الى الظرف المناسب مع تعرية الخصم وظهوره على حقيقته اللاإسلامية امام الرأي العام عندما نكث بالعهد وخالف الشروط المتفق عليها وفي ذلك مخالفة صريحة لقوله تعالى :
( يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود ) (٢).
وقول الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المؤمنون عند شروطهم ».
وقد انضم الى مخالفته للشرع بصراحة ووقاحة ـ تنصيبه ولده يزيد المعروف بالاستهتار والفسق والفجور كما وصفه الحسين عليهالسلام بعد ذلك.
فمجوع الامرين المذكورين مخالفة الشروط الشرعية وتنصيبه نغله يزيد خليفة ـ للامة الإسلامية ـ كشفه وعراه على حقيقيته اللاإسلامية وهيأ الارضية الصالحة لان تزرع فيها شجرة الثورة الحسينية بعد ذلك وتسقى بالعرق والدماء وبكل انواع التضحية والفداء من اجل ان تثمر الحرية والعزة والكرامة
__________________
(١) سورة النساء ، آية : ٥٩.
(٢) سورة المائدة ، آية : ١.