حملها وصادف ان جاءها المخاض واشتد عليها ألم الولادة فلم يكن منها سوى ان انقطعت لله بالتضرع والدعاء بأن ييسر عليها ولادتها ويجعل لها من بعد عسر يسرا واخيرا استجاب الله دعاءها وفتح لها بابا من جدار الكعبة لتدخل من خلاله الى داخلها وتبقى في ضيافة الرحمن مدة ثلاثة ايام وهي تتغذى من طعام الجنة وفواكهها وبعد انتهاء مدة الضيافة فتح الله ذلك الباب من جديد بعد ان كان مسدوداً بالتئام الجدار والتحامه كما كان قبل ذلك.
والكرامات (١) التي حصلت لهذه المؤمنة أم أمير المؤمنين وسيد الوصيين ـ كثيرة ـ وهي اولا انشقاق الجدار لها لتدخل من خلال شقه الى داخل الكعبة المشرفة وثانيا نزول الطعام لها من الجنة كما حصل ذلك لمريم بنت عمران عندما كانت تعتكف في بيت الله للعبادة وثالثا انشقاق الجدار مرة اخرى تمهيدا لخروجها ورابعا سماعها هاتفا يقول لها عندما ارادت الخروج من الكعبة ـ ما حاصله : يا فاطمة سميه عليا فهو علي والله العلي الاعلى يقول : شققت اسمه من اسمي وادبته بآدابي واوقفته على غامض علمي وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني فطوبى لمن احبه واطاعه وويل لمن ابغضه وعصاه وقد اشتهرت حادثة ولادة الإمام علي عليهالسلام في بيت الله الحرام في التاريخ الإسلامي ولدى الفريقين من الشيعة والسنة وقد تحدث عنها الكثيرون من العلماء والادباء الكتاب والشعراء بتقدير واجلال لصاحب هذه الكرامة التي اراد الله سبحانه بها لفت الانظار الى شخصه العظيم وان له قدرا رفيعا عند الله سبحانه ومنزلة سامية تجعله في المنزلة الثانية والرتبة التالية لشخصية الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله الطاهرين وفيما يلي بعض ما ورد في شأن هذه الحادثة نثراً وبعده اذكر بعض ما ورد في شأنها شعرا.
__________________
(١) يصح اعتبار هذه الكرامات من كرامات المولود المبارك لانها حصلت لها ببركته من باب القول المشهور ( من أجل عين الف عين تكرم ).