كرم الإمام علي ( ع )
واتصافه بهذه المزية واضح ايضا بعد ملاحظة انه عليهالسلام هو القرآن الناطق والإسلام العملي المتحرك ويؤكد ذلك دعوته الاخرين الى الاتصاف بهذه الصفة النبيلة ولا يعقل في حقه وهو الإمام المعصوم ان يدعو غيره الى فعل الخير ثم ينسى نفسه ومما نقل عنه عليهالسلام من الكلام الذي دعا به الى البذل والعطاء قوله عليهالسلام : « من ايقن بالخلف جاد بالعطية » وقوله : « البخل بالموجود سوء ظن بالمعبود » ومن المشهور عنه عليهالسلام قوله :
« لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقينا » (١) فإن هذا القول الصادق الصادر عن المعصوم الصادق يدل على قوة يقينه بالخلف والعوض الذي يقدمه الله سبحانه للكرماء المحسنين ومع قوة يقينه بذلك لا يحتمل في حقه ان يكون لديه شيء من سوء الظن بالمعبود ولو بنسبة ضيئلة لا تذكر لامتناع اجتماع ذلك مع قوة اليقين ومما يذكر كنموذج ومثال فقط لكرمه النادر ما جاء في كتاب البحار من ان اعرابيا جاء الى الإمام علي عليهالسلام فقال :
يا أمير المؤمنين إني مأخوذ بثلاث علل علة النفس وعلة الفقر وعلة الجهل فأجابه الإمام عليهالسلام وقال : يا اخا العرب : علة النفس تعرض على الطبيب وعلة الجهل تعرض على العالم وعلة الفقر تعرض على الكريم فقال الاعرابي انت الكريم وانت العالم وانت الطبيب فأمر أمير المؤمنين بأن يعطى من بيت المال ثلاثة آلاف درهم وقال ) تنفق الفا في علة النفس والفا في علة الجهل والفا في علة الفقر.
__________________
(١) قد وردت هذه الجملة في الجزء الاول ص ٧٢ سطر ١٦ بقلم بعض المشرفين على التصحيح هكذا : ( لو كشف لي الغطاء لما ازددت الا يقينا ) والاقرب ذكرها بدون الا.