الفكري والنفسي الدائم امام عظمة الله سبحانه لا في حال قيامه وتلبسه بالصلاة ـ والفرق بين حال الصلاة وغيرها من احواله البشرية هو انه في الاولى كان يغيب حسه الروحي مع حسه الجسمي ونتيجة غياب الثاني عدم تأثره واحساسه بالالم المادي ونتيجة غياب الاول عن غير الله سبحانه عدم انفصال احساسه المعنوي بذلك الغير عن الاحساس بعظمة الله وجلاله وحضوره الشامل والمستوعب لكل الكائنات والموجودات من مخلوقاته وهذا ما عناه عليهالسلام بقوله : ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله وبعده وفيه ومعه.
وبهذا الحضور المعنوي الدائم لعظمة الله سبحانه في عقل المؤمن وقلبه يتحقق الخشوع والخضوع له سبحانه حال الصلاة وبعدها ونتيجة ذلك تحقق الغاية الاساسية المقصودة من تشريع الصلاة وهي الانتهاء عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله سبحانه في كتابه الكريم لان الصلاة الواعية الخاشعة تقرب صاحبها من الله الحق والهدى والعدل والخير المطلق كما تقدم ومن لوازم القرب من هذه المعاني السامية الابتعاد عن اضدادها ليكون القرب من الحق في العقيدة والشريعة والممارسة سببا للبعد عن الباطل في ذلك كله وكذلك يكون القرب من الهدى مقتضيا للبعد عن الضلال والقرب من العدل يكون سببا للبعد عن الظلم بكل اقسامه والقرب من الخير المطلق يكون مقتضيا للبعد عن الشر بكل انواعه.
وبذلك نعرف الميزان الصحيح الذي يميز به بين العبادة الكاملة شكلا وهدفا وهي التي تترتب عليها غايتها ـ والعبادة الناقصة التي تفقد شرط صحتها او شرط كمالها.
والدرس الذي يطلب منا ان نستفيده من عبادة الإمام علي عليهالسلام هو اداراك الغاية الاساسية المطلوب ترتبها على العبادة لتكون كاملة تقربنا من الله سبحانه ورضوانه الذي يعود علينا بالخير العميم والنفع الجسيم في الدنيا والاخرة واذا دققنا النظر وعمقنا الفكر لاستجلاء تلك الغاية المقصودة من العبادة بمعناها العام ـ ندرك انها التقوى التي تتمثل بفعل الواجبات وترك