عبادة الإمام علي ( ع )
اذا عرفنا ان العبادة التي جعلها الله سبب الخلق والايجاد للكون وكل من فيه وما فيه ـ يراد بها معناها العام وهو الانقياد الكلي لارادة الله سبحانه بكل عمل اختياري يصدر من المكلف بارداته واختياره نعرف بذلك ان كل التصرفات الارادية والاعمال الاختيارية التي صدرت من المعصومين الانبياء واوصيائهم ومن ألحق بهم من الاولياء والمؤمنين الصلحاء الملتزمين بخط السماء بالايمان الصادق والعمل الصالح كانت عبادة لله سبحانه مقربة منه زلفى لان جميع تصرفاتهم الاختيارية كانت منسجمة مع ارادته تعالى وبذلك ندرك نوع عبادة الإمام علي عليهالسلام من حيث الكيفية كما ندرك مدى سعتها وامتدادها في حياته الشريفة من جهة المقدار والكمية ـ والروايات التي تحدثنا عن وضعه الخاص حال قيامه بين يدي الله سبحانه للصلاة ـ ترسم لنا الصورة التفصيلية عن كيفيتها ونوعيتها الخاصة التي كانت تتمثل بالذوبان والفناء في ذات الله سبحانه حباً وقرباً وخشوعا ودموعا ـ الامر الذي كان يغيب به عن عالمه المادي ليصبح في عالم آخر على حد غياب الإنسان الذي تعطى له ابرة البنج ليغيب بها حسه واحساسه بالالم وغيره من العوارض الطارئة على الجسم ـ ويؤكد لنا ذلك ما روي عن ولده الإمام الحسن عليهالسلام من انه كان ينتظر وقت دخول والده في الصلاة لينتزع من جسمه السهام التي كانت تنبت في جسمه الشريف وقت الحرب ـ علما منه بعدم شعوره واحساسه عليهالسلام بالالم اذا اخرجت من جسمه السهام حال قيامه بين يدي الله سبحاه في صلاته الخاشعة ـ وعظمة الصلاة بالنسبة الى هذا الإنسان العظيم تتمثل بالخشوع