يبين الإسلام على حقيقته وانه دين السماح والانفتاح لذلك يدعو مشرعه الإله الاعظم ورسوله الاكرم الى كظم الغيظ والعفو عن المسيء واكد ذلك ببيان انه يحب المحسنين حتى للمسيئين اذا كان الاحسان اليهم يساعد على اقتلاع جذور البغضاء والعداوة من قلوبهم وحلول المودة والولاء الوثيق مكانها كما يستفاد ذلك من صريح قوله تعالى :
( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (٣٤) ) (١).
والسنة النبوية بقولها وفعلها مترجمة لتعاليم الإسلام ومجسمة لاخلاق القرآن فمن القولية ما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله للامام علي عليهالسلام :
« يا علي ثلاث من مكارم الاخلاق تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ». ومن الفعلية عفوه عن قومه المشركين عندما ظفر بهم وتمكن من عقوبتهم في قصة فتح مكة المتقدمة والإمام علي نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بنص آية المباهلة ولذلك كان صورة اخرى عنه بتجمله بمكارم الاخلاق التي كان الرسول الاعظم متجملا بها وقد مدحه الله سبحانه على ذلك بقوله تعالى :
( وانك لعلى خلق عظيم (٤) ) (٢).
وكما صدر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قول يدعو الى العفو وفعل ممثل للعفو العملي فكذلك الإمام علي وابناؤه عليهمالسلام فمن قوله عليهالسلام : ما روي عنه من قوله عليهالسلام : « اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه » ومن عفوه الفعلي ما روي عنه من عفوه عن خصومه يوم الجمل وسماحه لمعاوية وجيشه بورود المشرعة يوم صفين بعد منعهم الإمام عليا وجيشه من
__________________
(١) سورة فصلت ، آية : ٣٤.
(٢) سورة القلم ، آية : ٤.