ذلك عندما سبقوا الى هذه المشرعة ـ وكذلك طلبه من اولاده ان يرفقوا بأسيرهم عدو الرحمن بن ملجم ـ وان يطعموه مما يأكلون ويسقوه مما يشربون. ومن ذلك كله ما ورد في قصة الفتح وما عطف عليه مما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واهل بيته نستطيع ان نستفيد درسا خاصا في الحلم ومكارم الاخلاق وهو اعظم واسمى درس يطلب من الناس جميعا بصورة عامة والمسلمين خاصة ـ ان يتجملوا به لان مكارم الاخلاق تعتبر في واقعها ثوبا معنويا جميلا ينفع ويرفع المتجمل به في الدنيا والاخرة وعلى العكس من ذلك التجرد منه فهو يحطم الشخص المتجرد ويضره معنويا وماديا دنيويا واخرويا قال الشاعر :
وإنما الامم الاخلاق ما بقيت |
|
فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا |
وهناك دروس اخرى يمكن ان تستوحى من قصة الفتح باعتبار ان كل واحد من الرسول الاعظم والوصي الاكرم علي عليهالسلام يمثل الإسلام العملي المتحرك والقرآن الناطق فكل تصرف يصدر منهما يعتبر تجسيما حيا لما في هذا الإسلام العظيم وذلك القرآن الكريم من مثل رفيعة وتعاليم سامية ونفس الشيء يقال بالنسبة الى البقية من ابناء علي المعصومين المطهرين وامهم المعصومة ام ابيها فاطمة الزهراء سلام الله عليهم جميعاً لان الكل نور واحد.
ويسرني ان اختم الحديث حول قصة الفتح بالمقطوعة الشعرية التالية التي نظمت مؤخرا بوحي من هذه المناسبة التاريخية الخالدة.
ما الفـتــح فتـح للــبلاد |
|
بقوة السيـــف المبيــده |
لكـنه فتــح القــلــوب |
|
بنـــور اخلاق حميــده |
وبـذاك اقـبلـت الوفــود |
|
لهــا بأفـواج عــديـده |
من بعدمــا وجـدت بشرع |
|
الحق انظمــة سـديــده |
تـدعو الــورى لعــبادة |
|
لله نــافـعــة مفيــده |