لوالديه (١).
والادعية المشار اليها وان اختلفت بالخصوصيات وتنوعت بلحاظ الموارد ولكنها تتفق روحا وجوهرا وهو الرجوع الى الله سبحانه بخضوع وانقطاع لتحقيق مطلوب يتعذر او يتعسر على الداعي تحصيله بدون اعانة الله عليه ـ في الغالب وبذلك يظهر الجواب على السؤال الاول وهو لماذا ندعو؟. وبذكر الامور المساعدة على استجابة الدعاء يظهر الجواب على السؤال الثاني وهو كيف ندعو والكيفية التي يطلب ايجادها تمهيدا لاستجابة الدعاء نوعان احدهما ذاتي داخلي وهو يتمثل بالانقطاع الى الله سبحانه والاخلاص له في ذلك بالبناء النفسي على انه سبحانه وحده هو مصدر الخير والعطاء والقادر على كشف البلاء ومن عداه مجرد وسيلة وأداة بيد الارادة الإلهية فإن شاءت تحقق المطلوب واستجيب الدعاء وان شاءت العكس بقي كل شيء على حاله وهذا معنى ما يردده المؤمن وخصوصا وقت اشتداد الازمة من قوله : « لا حول ولا قوة الا بالله ».
ويتمثل العامل الذاتي الداخلي ايضا بالتقوى والاستقامة في خط مرضاة الله سبحانه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه وقد صرح الله تعالى بفاعلية هذا العامل بقوله سبحانه :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا (٢) ويرزقه من حيث لا يحتسب ) (٢).
والنوع الثاني من الكيفية المؤثرة في استجابة الدعاء خارجي موضوعي ويتمثل بكل واحد من الاسباب والمقدمات الطبيعية التي جرت العادة على اعدادها من اجل التوصل بها الى الهدف المطلوب وبذلك يتحقق التوكل المحبوب لله سبحانه والممدوح في شرعه باعتبار ان الدعاء نوع من التوكل حيث يريد المؤمن بانقطاعه الى الله سبحانه واعتماده عليه حصول مطلوبه
__________________
(١) نقل عن مفتاح الجنات باختصار.
(٢) سورة الطلاق ، آية : ٢ ـ ٣.