دور الصيام في صحة العقل
وعدم انحرافه عن منهج الفطرة
وهكذا يساهم الصوم الواعي الصادر عن نية صادقة وتعبد واع في صحة العقل وسلامته من الانحراف عن منهج الفطرة السليمة والإنسان ية الكريمة ـ تحت تأثير الغرائز الجامحة والاهواء الطامحة لتخطط وتدبر الوسائل المرضية لتلك الاهواء ولو كانت مسخطة لله سبحانه وموقعة الاخرين في الاضرار الجسيمة والوجه في تأثير الصوم الهادف وتحقيق صحة العقل وسلامة الفكر من مرض الانحراف الفكري الخطير هو انه ـ اي الصوم ـ ينعش الضمير الديني في حياة الإنسان المؤمن ويقوي عنده حس المراقبة والخوف من الله تعالى نتيجة التزامه بتأدية هذه الفريضة وامساكه عن تناول المفطرات التي تمس الحاجة اليها وتزداد رغبته فيها وخصوصا اذا كان النهار طويلا والجو حارا مع تمكنه من تناولها بدون وجود اي مانع من قبل الاخرين اما لعدم الايمان من الاساس او لعدم الالتزام بإمتثال الاحكام الشرعية بسبب ضعف ايمانهم وتحللهم من الاستقامة في خط التقوى.
فمثل هذا المؤمن الرسالي الذي يخالف هواه ويخاف مولاه فيفعل ما يأمره به ولو كان صعبا ويترك ما ينهاه عنه ولو كان شديد التعلق به قوي الرغبة فيه.
أجل : إن مثل هذا المؤمن الواعي لا يقف الصوم عنده على كيانه الظاهري فيمنع جوارحه من ارتكاب ما حرم الله عليه من المفطرات وغيرها