أراد أمراً هيأ سببه تكوينا وتدبيرا من قبله او أمر بتوفير اسبابه تشريعا وحيث انه اراد انتشار المحبة بين افراد المجتمع من اجل ان يسود الامن والاستقرار في ربوعه ويعم التعاون على البر والتقوى بين افراده فقد حث على التعارف والتعاطف وعلى كل ما يؤدي اليه لغاية تحقق هدف التضامن والتراحم الذي يثمر للناس كل خير وينأى بهم عن الكثير من انواع البؤس والشقاء.
وفي المقابل نهى عن كل ما يضر وخصوصا العداوة واسبابها المؤدية اليها لانها على العكس التام من المحبة ـ فهي شجرة شر لا تثمر الا الشر والشقاء في الدنيا والاخرة كما هو واضح وملموس بالوجدان.
ورغم وضوح النتائج الايجابية التي تثمرها المحبة والنتائج السلبية التي تؤدي اليها العداوة ـ اود ان اذكر بعضا من هذه النتائج من كلا النوعين لتصبح اكثر وضوحا ولنبذل اقصى الجهد في سبيل توفير اسباب المحبة والوئام لننعم بفوائدها الكثيرة وفي المقابل نبذل اقصى الجهد ايضا من اجل البعد عن العداوة واسبابها لننجو من مضاعفاتها الخطيرة.
فوائد المحبة المعجلة في الدنيا
فأقول : ان للمحبة فوائد كثيرة معجلة في الدنيا ومؤجلة للأخرة والمعجلة نوعان احدهما نفسي معنوي والثاني مادي خارجي اما النفسي المعنوي فهو يتمثل في الراحة النفسية والبهجة الروحية التي يعيشها المحبوب مع محبه حيث ان كل واحد منها يحس بالغبطة والسعادة كلما تذكر واشرقت في ذهنه الخاطرة الجميلة التي تبرز امامه صورة حب ذلك الشخص له وميله اليه بعاطفة الاخلاص والصفاء والصدق والوفاء ويزيد هذا الحب تألقا وتوقدا فراق احدهما وبعده الجسمي عن حبيبه بسفر ونحوه ويترتب على ذلك زيادة السرور والبهجة اذا حصلت المواصلة ولو بالمراسلة.
واما النوع الثاني : من فوائد المحبة المعجلة وهو المادي الدنيوي فهو