الحديث عن شخصية أبي طالب
والحديث عن الشخصية الاولى يعتبر في الواقع حديثا عن الايمان الفطري الصادق والجهاد المبدئي الصامد والوفاء الإنسان ي النادر وليس وصفي له بذلك من نسيج الخيال وانما هو صدى لصوت الحق الذي حمله نوراً في عقله وايمانا راسخا في قلبه وجهادا مريرا وصبرا جميلا تجمل به وهو يصون الرسالة ويحمي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من خطر كل التحديات والاعتداءات التي تعرض لها وعرضت له على ايدي قومه المشركين.
وصبر هذا المؤمن الرسالي ناصر الرسالة وحامي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على الاذى وثباته على مبدئه الحق وايمانه الراسخ رغم تلك الضغوطات التي مارسها اعداء الرسالة ضده وضد ابن اخيه الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وخصوصا ايام حصاره وحصره مع هذا الرسول العظيم ومن يتصل به من الاعزاء كزوجته الصابرة المضحية خديجة وابنته الطفلة البريئة الطاهرة فاطمة الزهراء ونفسه وابن عمه علي القدر ورمز الوفاء والتضحية والفداء ومن انضم اليهم بدافع الغيرة والحمية الهاشمية ـ من بني هاشم.
أجل : ان صبره على الاذى الشديد العنيد وخصوصا مدة الحصار في الشعب المنسوب اليه والتي بلغت ثلاث سنوات ـ وعدم تنازله عن موقفه وانحرافه عن مبدئه ـ اصدق شاهد على واقعية ايمانه بهذه الرسالة العظيمة وتصديقه لحاملها العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهناك مقدمات تمهيدية ساهمت في تلقيه الدعوة بالتصديق القلبي