الشواهد الجلية على إيمان أبي طالب
بالدعوة الإسلامية
أما الفعلية فقد تمثلت بما ذكرناه من تحمله شتى انواع الاذى والمضايقة من قبل المشركين وخصوصا مدة الحصار الصعب كما تمثلت ايضا بقوة حرصه على سلامته من الاعداء الى درجة دعته الى ان ينوم الرسول اول الليل في مكان ظاهر يساعد الاخرين على معرفة مكان نومه ـ وبعد ذلك ينقله الى مكان آخر وينوم مكانه ولده عليا حتى اذا حصل ضرر ووقع خطر يصيب ولده الجسمي دون ولده الروحي الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبذلك يعرف السبب والوجه في موافقة الإمام علي عليهالسلام على المبيت في فراش الرسول ليلة الهجرة عندما طلب منه ذلك بأمر من الله تعالى ليكون مبيته مكانه مغطيا لانسحابه من بينهم فلا يعرفوا به الا بعد ذلك.
لان تمرنه على هذه التضحية قبل ذلك جعلها سهلة عليه والباعث الاقوى لاجابته هذا الطلب هو إيمانه الاقوى الذي بعث في نفسه الرغبة في ان يبيع نفسه النفيسة لله سبحانه لينال بذلك شرف الشهادة وقمة السعادة وقد اشار الله سبحانه الى هذا البيع الرابح بقوله :
( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) (١).
__________________
(١) سورة البقرة ، آية : ٢٠٧.