وهي قصيدة تتجلّى فيها كل معاني الحب الصادق والولاء المحض لهذا الرجل العظيم عليهالسلام الذي لم تتشرف الكعبة بغيره وليدا.
ومن شعره في رثاء الامام الحسين عليهالسلام ، قصيدة تقع في (٦٢) بيتا ، مطلعها :
برق تألّق بالحمى لحماتها |
|
أم لامع الأنوار من وجناتها |
إلى أن يقول :
لله أنصار هناك وفتية |
|
سادت بما حفظته من ساداتها |
وإذا سطت تخشى الاسود لكرّها |
|
في الحرب من وثباتها وثباتها |
شربت بكأس الحتف حين بدا لها |
|
في نصر خيرتها سنا خيراتها |
إلى أن يقول (متفرّقة) :
من مخبر الزهراء أن حسينها |
|
طعم الردى والعز من ساداتها |
ورءوس أبناها على سمر القنا |
|
وبناتها تهدى إلى شاماتها |
يا عين جودي بالبكاء وساعدي |
|
ست البنات على مصاب بناتها |
يا يوم عاشوراء كم لك لوعة |
|
تتفتت الأكباد من صدماتها (١) |
أخلاقه رحمهالله وزهده وورعه
كان رحمهالله متعفّفا عما في أيدي الناس من حقوق وغيرها ، فكان يعمل بالزراعة ليعيل نفسه وأهله بعيدا عن من غيره (٢) ، وهذا يذكرنا بخلق الأنبياء الأئمّة عليهمالسلام فما منهم إلّا من امتهن الرعي كإبراهيم وأيوب عليهماالسلام ، أو التجارة أو الزراعة أو العمل بأيّ حرفة شريفة ، كما هو دأب أئمّتنا عليهمالسلام.
ومن أخلاقه العالية ما نقله صاحب (علماء البحرين) من أن البهبهاني سئل
__________________
(١) الكشكول ٢ : ٢٧٥ ـ ٢٧٨.
(٢) لؤلؤة البحرين : ٤٤٢.