(١٤)
درّة نجفيّة
في معنى (التردّد) و «كنت سمعه ...» في حديث الإسراء
روى ثقة الإسلام قدسسره في (الكافي) بسنده عن الباقر عليهالسلام (١) قال : «لما اسري بالنبي صلىاللهعليهوآله قال : يا رب ما حال المؤمن عندك؟ قال : يا محمد من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي ، وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في (٢) وفاة المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته. وإن من عبادي (٣) من لا يصلحه إلّا الغنى ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك ، وإن من عبادي من لا يصلحه إلّا الفقر ولو صرفته إلى
__________________
(١) في الحديث القدسي : «ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح المؤمن ، إني احب لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه» (١). وحيث إن التردّد في الأمر من الله محال ؛ لأنه من صفات المخلوقين ، احتيج في الحديث إلى التأويل. وأحسن ما قيل فيه هو : إن التردّد وسائر صفات المخلوقين كالغضب والحياء والمكر إن اسندت إليه تعالى يراد منها : الغايات لا المبادئ ، فيكون المراد من فعل التردّد في هذا الحديث : إزالة كراهة الموت عنه. وهذا كما لو يتقدمه أحوال كثيرة من مرض وسرقة وزمانة وفاقة ، وشدّة بلاء تهوّن على العبد مفارقة الدنيا ، ويقطع عنها علاقته ؛ حتى إذا خلّي منها تحقق رجاؤه بما عند الله فاشتاق إلى دار الكرامة. فأخذ المؤمن يتشبث في حب الدنيا شيئا فشيئا بالأسباب التي أشرنا إليها [...] (٢) المتردد من حيث الصفة [...] (٣). اللهم اغفر لنا ولوالدينا. منه رحمهالله ، (هامش «ح»).
(٢) في المصدر : عن.
(٣) في المصدر بعدها : المؤمنين.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٣٥٤ / ١١ ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم.
٢ و ٣ ـ كلمات غير مقروءة.