(١٨)
درّة نجفيّة
في توجيه رضا الأئمَّة عليهمالسلام بما نزل فيهم من البلاء
قد كثر السؤال من جملة من الأخلّاء الأعلام والأجلّاء الكرام عن الوجه في رضا الأئمَّة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وإعطائهم بأيديهم لما أوقعه بهم مخالفوهم من القتل بالسيف أو السم ، حيث إنهم عالمون بذلك لما استفاضت به الأخبار من أن الإمام عليهالسلام يعلم انقضاء أجله ، وأنه هل يموت حتف أنفه أو بالقتل أو بالسم.
وحينئذ ، فقبوله ذلك وعدم تحرزه من الامتناع ، يستلزم الإلقاء باليد إلى التهلكة ، مع أن الإلقاء باليد إلى التهلكة محرم نصا ؛ قرآنا (١) وسنّة (٢). وقد أكثر المسؤولون من الأجوبة في هذا الباب ، بل ربما أطنبوا فيه أي إطناب ، بوجوه لا يخلو أكثرها من الإيراد ، ولا تنطبق على المقصود والمراد. وحيث إن بعض الإخوان العظام ، والخلان الكرام سألني عن ذلك في هذه الأيّام ، رأيت أن أكتب في المقام ما استفدته من أخبارهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ فأقول وبه (٣) سبحانه الثقة لإدراك المأمول ، وبلوغ كل مسئول : يجب أن يعلم :
أولا : أن التحليل والتحريم أحكام (٤) توقيفية من الشارع عزّ شأنه ، فما وافق
__________________
(١) البقرة : ١٩٥.
(٢) الفقيه ٢ : ٣٧٧ / ١٦٢٦ ، كمال الدين : ٢٦٤ / ١٠.
(٣) في «ح» : بالله.
(٤) سقط في «ح».