القريب أن يواجهها بالاُسلوب الذي يتّفق مع شخصيته ، وهو ما حدث في النهاية بالنسبة إليها وإلى غيرها من المشاكل التي واجهته.
ونشأة يزيد المسيحية ، أو القريبة من المسيحية (١) ، جعلته أضعف ما يكون صلة بالعقيدة التي يُريد أن يحكم الناس باسمها ، أعني الإسلام. وحياة التحلّل التي عاشها قبل أن يلي الحكم ، والانسياق مع العاطفة ، وتلبية كلّ رغباته ، كلّ ذلك جعله عاجزاً عن التظاهر بالورع والتقوى والتلبّس بلباس الدين بعد أن حكم المسلمين ، هذا بالإضافة إلى أنّ طبيعته النزقة جعلته يُعالن الناس بارتكاب المحرّمات ، ويُقارف من الآثام ما عرف الناس بمدى بُعده عن الصلاحية لتولّي منصب الخلافة.
ومن ثمّ فلن يكون في وسع أنصار الحكم الاُموي أن يُلوثوا ثورة الحسين عليهالسلام أمام الرأي العام بأنّها ثورة في سبيل الملك ؛ لأنّ العامّة ترى أنّ مبرّرات هذه الثورة موجودة في سلوك يزيد نفسه ، هذا السلوك الذي لا يلتقي مع الدين على صعيد ، وسيقبل الناس بلا تردّد تبرير الحسين عليهالسلام وأنصاره لثورتهم بحماية الدين ، وإنقاذ المسلمين من جور الاُمويِّين.
__________________
(١) فيليب حتي ، تاريخ العرب ٢ / ٢٥٨ ، وعبدالله العلايلي : سمو المعني في سمو الذات ٥٩ ـ ٦١ ، وعن حياة اللهو لاحظ ولهاوزن : الدولة العربية وسقوطها ١٣٧ ـ ١٣٨ وبروكلمان : تاريخ الشعوب الإسلامية ١ / ١٥٦.