صلىاللهعليهوآله ، ودعا للخليفة ولأهل بيته وحشمه وجنوده ، ودعا على أهل حربه وعلى المشركين كافة» (١).
وعن طريق هذه المؤسسات (الأحاديث النبوية ، الشعر ، الفرق الدينية ، القصص) آمن الناس إيماناً غيبيّاً بالحكم الاُموي ، وبحرمة الثورة عليه وإن خرج عن حدود الدين الذي هو المبرّر الوحيد لوجوده. ولقد عملت هذه المؤسسات عملها السّام ، وأعطت ثمارها الخبيثة في صورة تسليم تام ، وخضوع أعمى للحكم الاُموي مهما اقترف من مظالم. وهذه بعض الشواهد على ذلك من ثورة الحسين عليهالسلام نفسها :
فهذا ابن زياد يقول للناس في خطبته التي خذّل فيها عن مسلم بن عقيل :
«اعتصموا بطاعة الله وطاعة أئمّتكم» (٢).
وهذا مسلم بن عمرو الباهلي ـ وهو من أصحاب ابن زياد ـ طلب منه مسلم بن عقيل بعد أن قبض عليه أن يسقيه من جرّة بباب القصر ، فقال له :
«أتراها ما أبردها؟ والله لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم».
فقال له مسلم : مَنْ أنت؟
فقال : أنا مَنْ عرف الحقّ إذ تركته ، ونصح الاُمّة والإمام إذ غششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته (٣).
__________________
(١) فجر الإسلام ، ١٥٨ ـ ١٦٠.
(٢) الطبري ٤ / ٢٧٥.
(٣) الطبري ٤ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.