مستبشرات ، ثمّ ضحّين بأنفسهن في النهاية.
* * *
هذا عبد الله بن عمير قال لزوجته إنّه يريد المسير إلى الحسين عليهالسلام ، فقالت له :
أصبت ، أصاب الله بك أرشد اُمورك ، افعل وأخرجني معك. فخرج بها حتّى أتى حسيناً فأقام معه.
ثمّ برز ليُقاتل ، فأخذت امرأته عموداً ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول :
فداك أبي واُمّي! قاتل دون الطيبين ذرّية محمد. فأقبل إليها يردّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه ، ثمّ قالت :
إنّي لن أدعك دون أن أموت معك. فناداها الحسين عليهالسلام ، فقال : «جُزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ». فانصرفت ، ثمّ قُتل زوجها ، فخرجت تمشي إليه حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول :
هنيئاً لك الجنّة. فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يُسمّى رستم :
اضرب رأسها بالعمود. فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها ، وهي أوّل امرأة قُتلت من أصحاب الحسين عليهالسلام (١).
وهذا وهب بن حبّاب الكلبي ، قالت له اُمّه :
قم يا بُني فانصر ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله. فقال :
أفعل. فحمل على القوم ، ولم يزل يُقاتل حتّى قتل جماعة ، ثمّ رجع وقال : يا اُمّاه ، هل رضيتِ؟ فقالت :
ما رضيت حتّى تُقتل بين يدي الحسين عليهالسلام. فقالت له امرأته : بالله عليك
__________________
(١) الطبري ٤ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧ و ٣٣٣ ـ ٣٣٤.