كادوا أن يفقدوا روحهم النضاليّة بفعل سياسة الاُمويِّين.
وهي أغنى ثورة بالعزم والتصميم على المضي في النضال الدامي إلى نهايته أو النصر ؛ فقد عُرضت على الثائرين أمتع حياة ، ولكنّهم أبوا هذه الحياة التي ٥ / ١٩ سيسكتون معها عن الظلم والعسف وإرهاب الأمّة.
وهي ثورة امتحن أبطالها بأقسى ما امتحن به الثائرون على مدى التاريخ. فلم يهنوا ولم ينكلوا بل ثبتوا ـ رغم كلّ شيء ـ ثائرين إلى اللحظة التي توّجوا فيها عملهم العظيم بسقوطهم صرعى في سبيل مبدئهم الحقّ.
وهي أنبل ثورة قام بها جماعة من الناس ؛ فإنّ الثائرين لم يستهدفوا من ثورتهم مغنماً شخصياً لأنفسهم ، وإنّما استهدفوا من ثورتهم تحرير مجتمعهم من الطغاة الذين كانوا يسومونه العذاب ويجرّعونه الصّاب.
ومن هنا تأتي أهيمتها التأريخيّة والتطويرية.
من أنّها النموذج المحتذى ، النموذج الذي جاء كاملاً والذي يجب أن يُستوحى.
وحيث كانت بهذه المثابة وجب أن تنال عناية خاصّة من القيّمين على شأن الكلمة عندنا ، فعلى هؤلاء ـ وهم القوّة المطوّرة والقائدة في الأمّة ـ أن يهتمّوا اهتماماً جدّياً بهذه الثورة بشرح الدور الذي أسهمت به تغذية روح النضال وإلهابها ، وبالكشف عن أخلاقيتها التي بشّرت بها ، وبإحلالها في محلّها اللائق بها تأريخنا الثوري.
وإنّ أدوات الأداء الحديثة لتتيح إمكانيات لا حدّ لها لاستخدام تأريخنا الثوري في تطوير مجتمعنا ، وفي إبراز شخصيته التأريخيّة لعينيه ؛ ليعمل على تركيز نضاله الحديث على الأسس التأريخيّة العقائديّة لحركته النضاليّة الكبرى عبر العصور.