إحدى وأربعين للهجرة.
وقد كانت سياسة الإمام علي عليهالسلام وطريقته في ممارسة مهمّة الحكم ، وفهمه لواجبات الحاكم ، كانت هذه الأمور تُشكّل تحدّياً مستمراً لمعاوية وبطانته ، وتهديداً لمشاريعه في التسلّط على المسلمين. والذي زاد من خطورة هذه الأفكار على معاوية ومشاريعه أنّها لم تكن أفكاراً مجرّدة ، بل طُبّقت على حياة الناس بأمانة وإخلاص عظيمين ؛ لذلك عمل معاوية منذ انتهت مهزلة التحكيم على أن يحارب هذه المبادئ ، وأن يطبع حياة الناس وأفكارهم بالطابع الذي يؤمن له سيطرة دائمة خالية من أيّ رقابة أو احتجاج ؛ ولذلك مارس سياسة استهدف منها محق نزعة الحرية لدى الإنسان المسلم ، وتحويله عن أهدافه العظيمة ، ونضاله من أجلها.
ولقد كانت هذه السياسة تقوم على المبادئ التالية :
أ ـ الإرهاب والتجويع.
ب ـ إحياء النزعة القبلية واستغلاها.
ج ـ التحذير باسم الدين ، وشلّ الروح الثورية.
وبهذه السياسة حاول معاوية القضاء على ما لدى الجماهير المسلمة من نزعة إنسانيّة تجعلها خطراً على كلّ حاكم يجافي مبادئ الإسلام في ممارسته لمهمّة الحكم ، وبذلك أمن ثورة الجماهير ونقدها.
ولنأخذ هذه المبادئ بشيء من التفصيل.