الجماعة :
«... انظروا إلى مَنْ قامت عليه البيّنة أنّه يُحبّ علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، واسقطوا عطاءه ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى : مَنْ اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكّلوا به واهدموا داره» (١).
وكثيراً ما كان الأنصار يمكثون بلا عطاء ، ولا ذنب لهم إلاّ أنّهم ينصرون أهل البيت عليهمالسلام (٢).
وكانوا إذا عصاهم أحد من المسلمين قطعوا عطاءه ولو كان العاصون بلداً برمّتها (٣).
وكان من جملة الأساليب التي اتّبعها معاوية لحمل الحسين عليهالسلام على بيعة يزيد حرمان جميع بني هاشم من عطائهم حتّى يُبايع الحسين عليهالسلام (٤).
وكتب إلى زياد بن سميّة عامله على العراق : «اصطف لي الصفراء والبيضاء».
فكتب زياد إلى عمّاله بذلك ، وأمرهم أن لا يُقسموا بين المسلمين ذهباً ولا فضّة (٥).
وكتب إلى وردان عامله على مصر :
أن زد على كلّ امرئ من القبط قيراطاً. ولكن وردان كان أعدل من معاوية ، فكتب إليه : «كيف أزيد عليهم وفي عهدهم ألاّ يُزاد عليهم؟» (٦).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١١ ـ ٤٤ ـ ٤٦.
(٢) و (٣) زيدان : التمدن السلامي ٤ ـ ٧٦.
(٤) ابن الأثير : الكامل ٣ ـ ٢٥٢ ، والإمامة والسياسة ١ ـ ٢٠٠.
(٥) زيدان : التمدن الإسلامي ٤ ـ ٧٩.
(٦) تاريخ الإسلام السياسي ١ ـ ٤٧٤.