فيه نفسه ونفوس أهل بيته وأصحابه فداءً لذلك الفضل العظيم ، فهل سيكون الفرد على استعداد حقّاً في المشاركة مع الحسين عليهالسلام في بلائه ، كما هو على استعداد أن يشاركه في جزائه ، أم يتمنّى الفرد أن يحصل على ثواب الحسين عليهالسلام مجاناً ، مع أنّ الحسين عليهالسلام نفسه وهو المعصوم لم يحصل عليه إلاّ بالثمن الغالي ، إنّ هذا من سُخف القول حقّاً!
كما يحسن بنا أن نتساءل في هذا الصدد : إنّنا لماذا نتمنّى أن نكون مع الحسين خاصّة لنفوز فوزاً عظيماً ، مع أنّ الآية الكريمة مطلقة من هذه الناحية ، بل هي خاصّة بالرسول صلىاللهعليهوآله ، والكون معه أيضاً فوز عظيم بلا إشكال ، فهل نتمنّى ذلك أو نتمنّى الكون مع أمير المؤمنين أو أحد الأئمّة المعصومين ، وإنّ لنا إماماً حيّاً مسؤولاً عنّا فعلاً ونحن مسؤولون عنه أيضاً ، فهل نتمنّى أن نكون معه ، وليتَ شِعري ؛ فإنّ الكون مع إمامنا الحيّ ليس سهلاً على الإطلاق ، بل هو امتحان عسير وبلاء كبير ويحتاج إلى إيمان عظيم وتسليم جسيم ، يكفينا ما ورد : «ما هذا الذي تمدّون إليه أعينكم ، وهل هو إلاّ لبس الخشن وأكل الجَشب» (١) ، وفي خبرٍ آخر : «وهل هو إلاّ السيف والموت تحت ظلّ السيوف) (٢).
__________________
(٣) أمالي الصدوق : مجلس ٣٠ ، ص ١٣٥ ، البحار للمجلسي : ج ٤٤ ، ص ٣٢٨ ، الخوارزمي : ج ٢ ، ص ١٨٧ ، أسرار الشهادة للدربندي : ص ١٩١.
(١) الكافي للكليني : ج ٨ ، ص ١٣٣ بتصرّف واقتضاب.
(٢) أمالي الصدوق : ص ٥١٧ بتصرّف.