المستوى الثاني : أن لا نفهم من سعة شفاعة الحسين عليهالسلام سعتها دنيويّاً ، بل سعتها أخرويّاً ، ولكن وجِد العديد ممّن يقول : إنّ سُفرة الحسين عليهالسلام أوسع ، ويريد به الأرباح الماديّة المجلوبة بسبب ذكره (سلام الله عليه) أكثر من الأرباح المجلوبة بسبب ذكر غيره.
وهذا وإن كان صحيحاً عمليّاً وداخلاً ضمن النِعَم الإلهيّة على الحسين ومُحبّي الحسين عليهالسلام ، إلاّ أنّ المطلوب أخلاقيّاً هو عدم النظر إلى حطام الدنيا مهما كان مهمّاً ، وقَصر النظر على ثواب الآخرة. ومن الواضح أخلاقيّاً ودينيّاً أنّ مَن قَصدَ الدنيا وحدها ، أو مَن قصدَ الدنيا والآخرة معاً ، فليس له الثواب في الآخرة إطلاقاً ، وإنّما يأخذ الثواب مَن خصّ قصدهُ في الآخرة تماماً.
وهذا لا يعني عدم جواز الأجرة على ذكره عليهالسلام ، وخاصّةً ممّن كان عمله ذلك ورزقه متوقّفاً عليه ؛ وإنّما يعني أن يَسقط هذا عن نظر الاعتبار في نيّته ، ويجعلهُ بمنزلة الرزق صدفة أو تفضّلاً من الله عزّ وجل ، وليس بإزاء مأتم الحسين عليهالسلام بأيّ حالٍ من الأحوال.