صحيحٌ أنّ هذا الرقم بالنسبة إلى جيوش الدول في العالَم المعاصر بسيط جدّاً ، وقد استطاعت الدول أن تبلغ الملايين في تعداد أفراد جيوشها ، لكنّ هذا لا ينطبق على إمكانيّات الدول السابقة ، ولا على أسلحتها ، ولا على وسائط نقلها ، وخاصّةً بعد أن كان النظام القديم هو الخروج الاختياري للفرد أوّلاً ، وتَحمّل مسؤوليّته الاقتصاديّة والعناية بأموره وأسلحته بنفسه ثانياً ، ولا دخلَ للقيادة في ذلك حتّى التدريب على الأسلحة لم يكن ، فكيف يمكن أن تحصل الأعداد الضخمة من الجيوش؟
فإذا أخذنا بنظر الاعتبار طريقة القتال القديمة ، وقد كانت كلّها بالسلاح الأبيض ـ كما هو المصطلح اليوم ـ هذه طريقة تُعتبر لحدّ الآن مؤلمة ألماً
__________________
٤ ـ ٣٥ ألف ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٤ ، ص ٩٨ ، ط قم.
٥ ـ ٣٠ ألف ، مطالب السؤول ، عُمدة الطالب : ص ١٨١ ، الدمعة الساكبة : ص ٣٢٢ ، أسرار الشهادة للدربندي : ص ٢٣٧.
٦ ـ ٢٢ ألف ، مرآة الجنان : ج ١ ، ص ١٣٢ ، شَذرات الذهب : ج ١ ، ص ٦٧.
٧ ـ ٢٠ ألف ، الصواعق المُحرقة : ص ١١٧ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ص ١٧٨ ، اللهوف لابن طاووس ، مُثير الأحزان لابن نما الحلّي.
٨ ـ ١٦ ألف ، الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة : ص ١٦٨.
٩ ـ ٨ آلاف ، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان : ص ٩٢.
١٠ ـ ٦ آلاف ، الصراط السوي في مناقب آل النبي : ص ٨٧.
١١ ـ ٤ آلاف ، البداية والنهاية لابن كثير : ج ٨ ، ص ١٦٩.
والراجح بين هذه الأقوال : هو أنّ عدد الجيش (٣٠ ألفاً) ؛ وذلك لأنّ الروايات التي تنصّ على هذا العدد أكثر من غيرها ، ولوجود الرواية التي يذكرها الصدوق في أماليه بإسناده عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال : (إنّ الحسين دَخلَ على أخيه الحسن عليهالسلام في مرضه الذي استُشهد فيه ، فلمّا رأى ما بهِ بكى ، فقال له الحسن عليهالسلام : ما يُبكيك يا أبا عبد الله؟ قال : أبكي لِمَا صُنعَ بك ، فقال الحسن عليهالسلام : «إنّ الذي أوتيَ إليّ سمٌ أُقتل به ، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله وقد ازدلفَ إليك ثلاثون ألفاً .. الخ» نقلهُ المجلسي في البحار : ج ٢٥ ، ص ١٥٤ ، ابن شهرآشوب في المناقب : ج ٣ ، ص ٢٣٨ ، ط نجف ، ابن نما الحلّي في مُثير الأحزان.