مُعاشرتهم.
ثانياً : قوله : (لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) ، بعنوان أنَّ النبي إذا كان غليظ القلب ؛ فسوف يقسو عليهم بالنصيحة والتوجيه ؛ إذن فسوف يضيقون به ذرعاً ويتركونه. وهذا الدليل على إيمان مُتدنٍّ ؛ إذ لو كان الإيمان عالياً لكان اللازم لهم اتِّباع النبي صلىاللهعليهوآله على كلِّ حال ، حتَّى لو ضرب ظهورهم أو أعناقهم.
ثالثاً : قوله : (فَاعْفُ عَنْهُمْ) ، الدالُّ على أنَّهم مُذنبون في حقِّه ، يحتاجون إلى العفو عنهم.
رابعاً : قوله : (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ، الدالُّ أنَّهم مُذنبون أمام الله سبحانه ، يحتاجون إلى استغفار. وهذا هو فرقه عن الوجه السابق.
وبالعفو عنهم والاستغفار لهم سوف تزداد رحمة النبي صلىاللهعليهوآله وعطفه عليهم. وبالتالي ؛ فإنَّ الأحجى والأرجح به صلىاللهعليهوآله أنْ لا يُعامهلم حسب استحقاقهم بالعدل ، بلْ حسب مُقتضيات الرحمة الإلهيَّة ، فإنَّ ذلك أفضل للمُصلحة العامَّة.
وعلى أيِّ حال ، فمُشاورتهم وهم بهذا المُستوى المُتدنِّي ، لا يُنتج نتائج القيادة النبويَّة ، ولا يكون مُطابقاً للحكمة الحقيقيَّة على أيِّ حال.
ومِن هنا لا يكون قوله : (فَإِذَا عَزَمْتَ) ، يعني نتيجة للمُشاورة معهم ، بلْ نتيجة للأسباب الحقيقيَّة لذلك العزم بما فيها الوحي الإلهي.
الوجه الثاني : للجواب على الاستدلال بالآية الكريمة :
إنَّ قوله تعالى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر) ليس بمعنى المُشاورة الحقيقيَّة ، التي يُريد أنْ يفهمها المُستدلُّ ، بلْ هي شكل مِن أشكال التخطيط السلوكي ، يجعله الله سبحانه للنبي صلىاللهعليهوآله بقوله تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي