الغواية والضلالة ، بما اجترح من الآثام ، وأوغل فيه من المعاصي والذنوب ، وذلك كله بتقديره تعالى ومشيئته ، لا رادّ لقضائه ولا دافع لحكمه.
(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) أي وهو العزيز فلا يغلب مشيئته غالب ، الحكيم فى صنعه ، فلا يفعل إلا ما تقتضيه السنن العامة فى خلقه ، والنواميس التي وضعها لصلاح حال عباده وضلالهم : «سنّة الله الّتى قد خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا».
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (٧) وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨))
تفسير المفردات
الآيات : هى الآيات التسع التي أجراها الله على يده عليه السلام ، والظلمات :
الكفر والجهالات ، والنور : الإيمان بالله وتوحيده وجميع ما أمروا به ، وذكرهم : أي عظهم ، وأيام الله : وقائعه فى الأمم السابقة ويقال فلان عالم بأيام العرب : أي بحروبها وملاحمها كيوم ذى قار ويوم الفجار قال عمرو بن كلثوم :
وأيام لنا غرّ طوال |
|
عصينا الملك فيها أن ندينا |