الطُّورِ إِذْ نادَيْنا» الآية ، وقوله فى هذه القصة «وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا» الآية.
وخلاصة هذا ـ إن الله أطلع رسوله على أنباء ما سبق ، ليكون فيها عبرة للناس فى دينهم ودنياهم ، ومع هذا ما آمن أكثرهم ، ومن ثم قال :
(وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) أي وما أكثر مشركى قومك ولو حرصت على أن يؤمنوا بك ويتّبعوا ما جئتهم به من عند ربك بمصدقيك ولا متّبعيك.
قال الرازي : إن كفار قريش وجماعة من اليهود طلبوا ذكر هذه القصة من رسول الله صلى الله عليه وسلّم على سبيل التعنت ، فلما ذكرها أصروا على كفرهم فنزلت هذه الآية ، وكأنه إشارة إلى ما ذكر الله تعالى فى قوله «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ».
(وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) أي وما تسأل هؤلاء الذين ينكرون نبوتك على ما تدعوهم إليه من إخلاص العبادة لربك وطاعته وترك عبادة الأصنام والأوثان من أجر وجزاء منهم ، بل ثوابك وأجر عملك على الله.
والخلاصة ـ إنك لا تسألهم على ذلك ما لا ولا منفعة فيقولوا إنما تريد بدعائك إيانا إلى اتباعك أن ننزل لك عن أموالنا إذا سألتنا عن ذلك ، فحالك حال من سبقك من الرسل ، فهم لم يسألوا أقوامهم أجرا على التبليغ والهدى ، والقرآن ملىء بنحو هذا كما فى سورتى هود والشعراء وغيرهما.
وإذا كنت لا تسألهم على ذلك أجرا فقد كان حقا عليهم أن يعلموا أنك إنما تدعوهم إليه اتباعا لأمر ربك ونصيحة منك لهم.
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) أي هذا الذي أرسلك به ربك تذكير وموعظة لإرشاد العالمين كافة لالهم خاصة ، وبه يهتدون وينجون فى الدنيا والآخرة.
وفى الآية إيماء إلى عموم رسالته صلى الله عليه وسلّم.