تفسير المفردات
الغيض : النقصان ؛ يقال غاض الماء وغضته كما قال «وَغِيضَ الْماءُ» بمقدار ، أي بأجل لا يتجاوزه ولا ينقص عنه ، والغائب : ما غاب عن الحس ، والشاهد : الحاضر المشاهد ، الكبير : العظيم الشأن ، والمتعالي : المستعلى على كل شىء ، وأسر الشيء : أخفاه فى نفسه ، والمستخفى : المبالغ فى الاختفاء ، والسارب : الظاهر ، من قولهم سرب : إذا ذهب فى سربه (طريقه) معقبات ، أي ملائكة تعتقب فى حفظه وكلاءته واحدها معقبة ، من عقّبه : أي جاء عقبه ، من بين يديه ، أي قدّامه ، ومن خلفه ، أي من ورائه ، من أمر الله ، أي بأمره وإعانته ، وال ، أي ناصر.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه إنكار المشركين للبعث واستبعادهم له كما حكى عنهم بقوله «أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» ، إذ رأوا أن أجزاء الحيوان حين تفتّها وتفرقها يختلط بعضها ببعض ، وقد تتنائر فى بقاع شتى ونواح عدة ، وربما أكل بعض الجسم سبع وبعضه الآخر حدأة أو نسر ، وحينا يأكل السمك قطعة منه وأخرى يجرى بها الماء وتدفن فى بلد آخر ، أزال هذا الاستبعاد بأن الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ، والذي يعلم الأجنّة فى بطون أمهاتها ، ويعلم ما هو مشاهد لنا أو غائب عنا يعلم تلك الأجزاء المتناثرة ومواضعها مهما نأى بعضها عن بعض ويضم متفرقاتها ويعيدها سيرتها الأولى :
الإيضاح
(اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) من ذكر أو أنثى ، واحد أو متعدد ، طويل العمر أو قصيره كما قال «هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ» ، وقال «وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ».