وجهه ، وظهر فيه أثره ، وفى المثل : امتلأت بيوتهم حبرة ، فهم ينتظرون العبرة ، محضرون : أي مدخلون فيه لا يغيبون عنه.
المعنى الجملي
بعد أن بين أن عاقبة المجرمين النار ، وكان ذلك يستلزم الإعادة والحشر لم يتركه دعوى بلا بينة ، بل أقام عليه الدليل بأن أبان أن من خلق الخلق بقدرته وإرادته لا يعجز عن رجعته ، ثم بين ما يكون حين الرجوع من إفلاس المجرمين وتحقق بأسهم وحيرتهم ، إذ لا تنفعهم شركاؤهم ، بل هم يكفرون بهم ، ثم ذكر أن الناس حينئذ فريقان : فريق فى الجنة وفريق فى السعير ، فالأولون يمتعون بسرور وحبور ، والآخرون يصلون النار دأبا لا يغيبون عنها أبدا.
الإيضاح
(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أي الله ينشىء جميع الخلق بقدرته ، وهو منفرد بإنشائه من غير شريك ولا ظهير ، ثم يعيده خلقا جديدا بعد إفنائه وإعدامه كما بدأه خلقا سويا ولم يك شيئا ، ثم إليه يردّون فيحشرون لفصل القضاء بينهم ، فيجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى.
ثم بين ما سيحدث فى هذا اليوم من الأهوال للأشقياء ، والنعيم والحبور للسعداء ، فقال :
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) أي ويوم تجىء الساعة التي فيها يفصل الله بين خلقه بعد نشرهم من قبورهم وحشرهم إلى موقف الحساب ـ يسكت الذين أشركوا بالله واجترحوا فى الدنيا مساوى الأعمال ، إذ لا يجدون حجة يدفعون بها عن أنفسهم ما يحل بهم من النكال والوبال.
ولما كان الساكت قد يغنيه غيره عن الكلام نفى ذلك بقوله :