عند «مرخة» ، وآخر عند «شبوة» ، وثالث عند «الحريضة» (١) ، أضف إلى ذلك تلك السدود التي تظهر آثارها في وادي عديم وعند حصن العر وثوبة في جنوب وادي حضرموت ، كما أن هناك ما يشير إلى أن الصخور قد نحتت عند «نجران» لعمل ممر مائي يتجه إلى حوض واسع أحيط بسد وجدار ، حيث يستطيع القوم تخزين مائة مليون جالون من المياه هناك (٢).
(٤) سد مأرب
كان خصب أرض سبأ مضرب الأمثال عند العرب ، وكان أهلها ينعمون بخيرات واديهم ، وبما تدره التجارة عليهم من أموال ، إذ كان السبئيون القدامى يتحكمون في ذلك الدرب التجاري الهام الذي لعب دورا من أكبر الأدوار في تاريخ العالم القديم.
وهناك على مقربة من مدينة مأرب توجد فتحة لتنظيم تصريف المياه التي كانت تسير في القناة اليمنى ـ إحدى القناتين اللتين كانتا تخرجان من سد مأرب ـ وما زالت بقايا جداريها المشيدين بالحجر ، ترى حتى الآن في الجهة الجنوبية من المدينة ، وهي الباب الرئيسي في السور الذي كان يواجه معبد «أوام» أو «محرم بلقيس» ، وعلى الجدار الشمالي من ذلك الأثر نقش معروف (رقم ١ ـ ٤٤) ومكتوب فيه أن مكرب سبأ «ذمار على وتار» بن «كرب ايل» ـ الذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد ـ هو الذي بنى هذه الفتحة أمام هيكل الإله «عتتر» (٣) ، ويبدو أن الرجل كان
__________________
(١) جواد علي ٧ / ٢١٣ وكذا C. Thompson And E. Gardiner, in GJ, ٣٩, ٩٣٩١, P. P. ٤٣ ـ ٥
(٢) جواد علي ٧ / ٢١٣ وكذاJ.B.Philby ,The Land of Sheba ,P.٦١ وكذاA.Grohmann ,op - cit ,P.٣٥١
(٣) احمد فخري : المرجع السابق ص ١٧١ ، ١٨٠ وكذاJ. Ryckmans, Les Instiiutions Monarchiques, P. P. ٢٦ ـ ٣