التجوز علما لشخص (١) ، وليس من شك في أن هذا الرأي متأثر بأفكار يهود إلى أقصى حد ، إن لم يكن رأيا يهوديا صرفا ، ثم إن التاريخ لم يحدثنا أبدا عن هجرات يهودية إلى منطقة الاحقاف بالذات من بلاد العرب ، وإن حدثنا إلى مناطق أخرى منها.
(٤) موقع منطقة عاد
يذهب المؤرخون المسلمون إلى أن منطقة عاد ، إنما تقع في الأحقاف ، إلى الشمال الشرقي من حضرموت في جنوب الربع الخالي (٢) ، استنادا إلى الآية الكريمة «وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ» (٣) ، والحقف ـ كما في القاموس ـ المعوج من الرمل ، أو الرمل العظيم المستدير أو المستطيل المشرف ، ولكن الحقف يمكن أن يوجد في أكثر من مكان في شبه الجزيرة العربية ، ولم يحدد القرآن الكريم موضع الأحقاف بالنسبة إلى شبه الجزيرة العربية ، كما أن القاموس العربي لم يحدد وجود الرمل فقط في جنوب الجزيرة ، كصفة من صفاته أكثر من كونه صفة لبقية أنحاء الجزيرة ، بل يمكن أن نقول أن الجزيرة العربية معظمها رمال (٤) ، أما الذي حدد ذلك ، فهم المفسرون ـ كما رأينا ـ ومن ثم فقد ذهبوا إلى أن الأحقاف بناحية الشحر في الجانب الجنوبي الغربي من الربع الخالي بناحية حضرموت اليمن ، وأن في الأحقاف هذه
__________________
(١) مجلة الهلال ٢٣ / ٨٩٤ ، جواد علي ١ / ٣١١ ، وكذاEI ,٢ ,P.٨٢٣
(٢) أبو الفداء ١ / ٩٧ ، ابن كثير ١ / ١٢٠ ، مروج الذهب ٢ / ١٢ ، ابن الأثير ١ / ٨٥ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ١٩ ، ياقوت ١ / ١١٥ ـ ١١٦
(٣) سورة الأحقاف : آية ٢١
(٤) عبد الرحمن الأنصاري : المرجع السابق ص ٨٨ وأنظر القاموس ٣ / ١٢٩