صحة بعض ما ورد في المصادر الإسلامية عن هذه «القبائل البائدة» (١).
أما العرب الباقية ، فلعلنا نعني بهم تلك الجماعات التي كانت تعيش في تلك المنطقة ، وما زالت تعيش حتى الآن ـ وسوف تظل تعيش إن شاء الله إلى أن يغيّر الله هذه الأرض غير الأرض ـ وأن حضارتها مستمرة يتوارثها جيل عن جيل ، وأن كل جيل يضيف إليها ، ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، ومن ثم فإن مهمتنا أن نقوم بدراسة حضارة تلك الجماعات متتبعين دورها في كل طور من أطوار التاريخ.
(٢) قصة عاد في القرآن الكريم
لقد انفرد القرآن الكريم بذكر عاد ، ونبيهم هود عليهالسلام ،
__________________
(١) يكاد يتفق الرواة وأهل الأخبار على تقسيم العرب من حيث القدم على طبقات : عرب بائدة وعاربة ومستعربة ، أو : عرب عاربة ومتعربة ومستعربة ، على أن هناك من يجعلهم طبقتين فقط : بائدة ، وهم الذين كانوا عربا صرحاء خلصا ذوي نسب عربي خالص ـ نظريا على الأقل ـ ويتكونون من قبائل طسم وجديس وأميم وعبيل وجرهم والعماليق وحضوراء ومدين وغيرهم ، وعرب باقية : ويسمون أيضا متعربة ومستعربة ، وهم ليسوا عربا خلصا ، ويتكون من بني يعرب بن قحطان ، وبني معد بن عدنان. وهناك تقسيم ثالث يعتمد في الدرجة الأولى على النسب ، فهم قحطانية في اليمن ، وعدنانية في الحجاز ، وأما ابن خلدون ، فهو يقسم العرب ، طبقا للتسلسل التاريخي ، إلى طبقات أربع ، فهم عرب عاربة قد بادت ، ثم مستعربة ، وهم القحطانيون ، ثم العرب التابعة لهم من عدنان والأوس والخزرج ، ثم الغساسنة والمناذرة ، وأخيرا العرب المستعجمة ، وهم الذين دخلوا في نفوذ الدولة الإسلامية (أبو الفداء ١ / ٩٩ ، جواد علي ١ / ٢٩٤ ، صاعد الأندلسي : طبقات الأمم ص ٤١ ، عمر فروخ : تاريخ الجاهلية ص ٤٤ ، طه حسين : من الأدب الجاهلي ص ٧٩ ، عبد العزيز سالم : المرجع السابق ص ٨٣ ، مقدمة ابن خلدون ص ٢٨ ، قارن : تاريخ ابن خلدون ٢ / ١٦ ـ ١٨ ، نهاية الأرب ١ / ٩ ـ ١١ (حيث يقسم العرب الى عرب عاربة ومستعربة وتابعة ومستعجمة) ، ثم انظر : عبد الرحمن الأنصاري : المرجع السابق ص ٨٨ ، جواد علي ١ / ٣٠٦.