(٢) موطن الخليل وعصره
تروي التوراة أن الخليل عليهالسلام ، إنما هو «أبرام (١) بن تارح» ، ومن ثم فإن القرآن الكريم يختلف مع التوراة في اسم والد إبراهيم ، حيث يقول سبحانه وتعالى (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً» (٢).
ويبدو أن بعض المفسرين والمؤرخين نظروا إلى رواية التوراة ، وكأنها السند الصحيح (٣) ، ومن ثم فقد حاولوا تأويل الآية الكريمة بما يخرجها عن صريح اللفظ ، محاولين بذلك أن يقضوا على التناقض بين ما جاء في القرآن ، وما ذهبت إليه التوراة ، الأمر الذي ناقشناه بالتفصيل في كتابنا إسرائيل ، وذهبنا إلى أن اسم والد الخليل ، إنما هو «آزر» ، طبقا لما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف ، فضلا عن أن الأدلة العلمية كلها تقف إلى جانبه ، ومن ثم فإن تأويلات المفسرين والمؤرخين لا معنى
__________________
(١) دعت التوراة الخليل أبرام حتى التاسعة والتسعين من عمره ، ثم إبراهيم بعد ذلك (انظر تكوين ١١ : ٢٧ ـ ٣١ ، ١٢ ، ٤ ، ٧ ، ٩ ، ١٠ ، ١٤ ، ١٦ ـ ١٨ ، ١٣ : ١ ـ ٨ ، ١٢ ، ١٤ ، ١٨ ، ١٤ : ١٣ ، ١٤ ، ١٩ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ١٥ : ١ ـ ٣ ، ١٣ ، ١٨ ، ١٦ : ١ ـ ٦ ، ١٥ ، ١٧ : ١ ـ ٦
(٢) سورة الأنعام : آية ٧٤ وانظر : تفسير الطبري ١١ / ٤٦٥ ـ ٤٦٩ (دار الشعب ـ القاهرة ١٩٥٧) ، تفسير النسفي ٢ / ٥٣ ، الجواهر في تفسير القرآن الكريم (للشيخ طنطاوي جوهري) ٤ / ٥٦ (طبعة ثالثة ١٩٧٤).
(٣) ابن الأثير ١ / ٩٤ ، تاريخ الطبري ١ / ٢٢٣ ، أبو الفداء ١ / ١٣ ، المقدسي ٣ / ٤٧ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٣ ـ ٢٤ ، مروج الذهب ١ / ٥٦ ، ابن خلدون ٢ / ٣٣ ، تفسير روح المعاني ٧ / ١٩٤ ، تفسير القرطبي ص ٢٤٥٨ (طبعة الشعب) دائرة المعارف الاسلامية ١ / ٥٢ ـ ٥٥ ، تفسير الطبري ١١ / ٤٦٥ ـ ٤٦٦ ، ومع ذلك فهناك من يجمعون على أن «آزر» هو ابو إبراهيم طبقا لتصريح القرآن (تفسير الطبري ١١ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ ، تفسير الفخر الرازي ٣ / ٧٢ ، تفسير البحر المحيط ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ، تفسير روح المعاني ٧ / ١٩٤ ـ ١٩٥ ، تفسير الجواهر ٤ / ٥٦ ، البداية والنهاية لابن كثير ١ / ١٤٢ عباس العقاد : أبو الأنبياء ص ١٣٥ ـ ١٣٦)