(٦) هود عليهالسلام
اختلف المفسرون في اسم النبي الكريم ـ هود عليهالسلام ـ وفي نسبه كذلك ، فهو «هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح» على رأي ، وهو «هود بن خالد بن الخلود بن العيص بن عمليق بن عاد» على رأي ثان ، وهو «عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح» على رأي ثالث (١) ، وربما كان الرأي الأول ـ حدسا عن غير يقين ـ أقرب إلى الصواب ، لأن الرأي الثاني يجعله من العماليق ، ولأن الرأي الثالث يجعله ذا صلة قريبة بيهود ، لأن «عابر» إنما هو جد اليهود (٢) ـ طبقا لرواية التوراة (٣) ـ فضلا عن أن الأثر الإسرائيلي يبدو واضحا في هذا الرأي.
والأمر كذلك بالنسبة إلى مكان دفنه ، فهناك رواية تذهب إلى أنه إنما كان في دمشق (٤) ، غير أن هذه الرواية ـ كما يبدو ـ متأثرة بالعلاقة التي أشرنا إليها بين «إرم» و «أرام» ، وربما بالظروف السياسية وقت كتابتها ، ذلك لأن أصحاب هذه الرواية قد حددوا المسجد الأموي مكانا للدفن ، بل لقد ذهب البعض إلى أن هودا قد بنى الحائط القبلي للجامع ، ولعل السبب في ذلك الاسرائيليات التي انتشرت بين المفسرين ـ على أيام
__________________
(١) المقدسي ٣ / ٣٢ ، روح المعاني ٨ / ١٥٤ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٢٠ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٢ ، الأخبار الطوال ص ٤ ـ ٥ ، المعارف ص ١٦ ، نهاية الأرب للقلقشندي ص ٣٢٩ ، ابن حبيب : المحير ص ٣٨٥ ، تفسير المنار ٨ / ٤٩٥ ـ ٤٩٧ ، تاريخ الخميس ص ٨٤ ، الإكليل ١ / ٨٧ ، عبد الوهاب النجار : المرجع السابق ص ٤٩
(٢) انظر كلمة عبري : وصلتها بعابر في كتابنا إسرائيل ص ١ ـ ٦
(٣) تكوين ١٠ : ١ ، ٢١
(٤) ابن كثير ١ / ١٣٠ ، تفسير الألوسي ٨ / ١٦١ ، رحلة ابن بطوطة ١ / ٢٠٥ ، ٢ / ٢٠٣ ، ياقوت ١ / ١٥٦ ، ٢ / ٤٦٣ ـ ٤٦٥ ، جواد علي ١ / ٣١٣