(٣) ثمود في القرآن الكريم
تحدث القرآن الكريم في كثير من سوره عن قوم ثمود (١) ، هذا إلى جانب أن كثيرا ما يقرن الله في كتابه العزيز بين ذكر عاد وثمود ، كما في سورة التوبة وإبراهيم والفرقان وص وق والنجم والفجر (٢) ـ كما أشرنا من قبل ـ وفي كل هذه الآيات الكريمة نرى قوم ثمود (٣) يعبدون آلهة غير الله ، ويعيثون في الأرض فسادا ، وينحتون من الجبال بيوتا فارهين ، فأرسل الله إليهم أخاهم صالحا ، يدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهار ، وينهاهم عن عبادة الأوثان ، وينذرهم عذاب يوم عظيم ، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (٤).
ونجح صالح عليهالسلام في دعوته مع نفر قليل من قومه ، إلا أن الغالبية العظمى منهم قد كفروا برسالته ، وعتوا في طغيانهم عتوا كبيرا ، وطلبوا منه أن يجيء بآية ، إن كان من الصادقين ، فقال لهم : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ ، فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٥).
غير أن النفوس العاتية التي لا تسمع موعظة ، ولا تقبل نصيحة ،
__________________
(١) سورة الأعراف (٧٣ ـ ٧٩) وهود (٦١ ـ ٦٨) والحجر (٨٠ ـ ٨٤) والاسراء (٥٩) والشعراء (١٤١ ـ ١٥٩) والنمل (٤٥ ـ ٥٣) وص (١٣) وفصلت (١٧ ـ ١٨) والذاريات (٤٣ ـ ٤٥) والنجم (٥٠ ـ ٥١) والقمر (٢٣ ـ ٣٢) (٤ ـ ٥) والفجر (٩) والشمس (١١ ـ ١٥)
(٢) ابن كثير ١ / ١٣٢ ، وانظر : التوبة (٧٠) وإبراهيم (٩) والفرقان (٣٨) وق (١٢ ـ ١٣) والنجم (٥٠ ـ ٥١) والفجر (٦ ـ ٩)
(٣) هناك خلاف في النسبة إلى ثمود ، فهي إما إلى جد القبيلة ثمود ، وإما لقلة مائهم ، فهو من ثمد الماء إذا قلّ ، والثمد الماء القليل (تفسير روح المعاني ٨ / ١٦٢ ، تفسير المنار ٨ / ٥٠١)
(٤) سورة النساء : آية ١٦٥
(٥) سورة الأعراف : آية ٧٣