في منتصف القرن الثاني الميلادي تملك حرة العوارض وحرة الرحا (١) (الأرحاء) ، وإن كان «دوتي» يذهب إلى أن الحجر التي كان يسكنها الثموديون ، إنما هي في موضع الخريبة (العلا) ، وليس في مدائن صالح ، التي يرى أنها حجر الانباط ، والتي تقع على مبعدة عشرة أميال من الخريبة (٢)
هذا وليس هناك في المصادر الإسلامية ما يفيد بوجود قبائل ثمودية عند ظهور الإسلام ، أو حتى قبيل ظهوره ، وكل ما نعرفه هو محاولة البعض نسب «ثقيف» إلى ثمود ، ربما نكاية في الحجاج الثقفي (٣) ، ورواية «دوتي» التي يذهب فيها إلى أن بدو «نجد» يذكرون أن قبيلة بني هلال من نسل عاد وثمود (٤).
ويروى أن رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ مرّ بقرية ثمود ـ وهو في طريقه إلى تبوك ـ وأنه قال لأصحابه «لا يدخلن أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائهم» ثم أراهم مرتقي الفصيل في الجبل ، والفج الذي كانت الناقة ترد منه ، وأنه ـ (صلىاللهعليهوسلم) ـ قال لهم : لا تدخلن على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم ما أصابهم (٥)
__________________
(١) A.Musit ,the Northern Hegaz ,P.١٩٢
(٢) C.M.Doughty ,Travels in Arabia Deserta ,P.٩٢٢
(٣) جواد علي ١ / ٣٢٦ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٢٤ ، ياقوت ٣ / ٥٤ ، نهاية الأرب للقلقشندي ص ١٩٨ ، ٢٠٠ ، وكذاJ.Montgomery ,op - cit ,P.٧٣١
(٤) C.M.Doughty ,op - cit ,P.٣٦
(٥) ابن الاثير ١ / ٩٣ ، ابن كثير ١ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٧١ ، تاريخ الطبري ١ / ٢٣١ ، تفسير الطبري ١٢ / ٥٢٤ ، ٥٣٩ ، روح المعاني ٨ / ١٦٨ ، ١٤ / ٧٦ ، تفسير القرطبي ١٠ / ٤٦ ـ ٤٨ ، تفسير المنار ٨ / ٥٠٣ ، صحيح البخارى ٦ / ٢٧٠ ، ٨ / ٩٥ ، صحيح مسلم ١٨ / ١١١ تفسير الطبري ١٤ / ٥٠