من حدود سبأ جنوبا (١)
وأما المصادر العربية ، فتكاد تجمع على أن ثمودا إنما كان مقامها بالحجر إلى وادي القرى بين الحجاز والشام (٢). على أن ارتباطها بعاد (٣) إنما يقتضي تقاربهما في المكان ، ومن ثم فقد ذهب البعض إلى أن ثمودا إنما كانت بين الشام والحجاز ، إلى ساحل البحر الحبشي (البحر الأحمر) ، وديارهم بفج الناقة ، وأن بيوتهم منحوتة في الجبال ، وأن رممهم كانت حتى أيامه (توفي ٣٤٦ ه) باقية ، وآثارهم بادية ، وذلك في طريق الحجّ لمن ورد الشام في وادي القرى (٤)
وعلى أى حال ، فوفقا للنقوش الموجودة على معبد الغوافة الذي بنته قبيلة ثمود ، فيما بين نهاية عام ١٦٦ م ، وبداية عام ١٦٩ (٥) ، فإن ثمود كانت
__________________
(١) نفس المرجع السابق ص ٢٨١ ـ ٢٨٢
(٢) ابن كثير ١ / ١٣٠ ، أبو الفداء ١ / ١٢ ، البكري ٢ / ٤٢٦ ، الطبري ١ / ٢٢٦ ، ـ ٢٢٧ ، ابن الاثير ١ / ٨٩ ، تفسير المنار ٨ / ٥٠١ ، ١٢ / ١٢٠ ، تفسير الألوسي ٨ / ١٦٢ ، ١٤ / ٧٦ ، تفسير البيضاوي ١ / ٥٤٥ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٧١ ، تفسير الطبري ١٢ / ٥٢٤ ، ٥٢٨ (دار المعارف) ، روح المعاني ٣٠ / ١٢٤ ، تفسير القرطبي ١٠ / ٤٦ (دار الكاتب العربي ١٩٦٧) ، ٢٠ / ٤٨ (دار الكتب المصرية ١٩٥٠) ، تفسير النسفي ٢ / ٢٧٧ ، تفسير الطبري ١٤ / ٤٩ ـ ٥٠ (دار المعارف) ، تفسير الجلالين ١ / ٥٤٥ (نسخة على هامش البيضاوي) ، تاريخ الخميس ص ٨٤ ، ياقوت ٢ / ٢٢١ ، المعارف ص ١٤ ، المحبر ص ٣٨٤ ، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ١٩ ، ٢٠٠ ، قصص الأنبياء ص ٥٨ ـ ٥٩
(٣) كثيرا ما يقرن القرآن الكريم ذكر عاد بثمود ، كما في التوبة وإبراهيم والفرقان وق والنجم والفجر ، بل ان هناك تشابها بين القصتين في الوقائع وفي المصير ، بل وفي كثير من التعابير
(٤) مروج الذهب ٢ / ١٤ ، نهاية الأرب ١٣ / ٧١ ، جواد علي ١ / ٣٢٤ ، جرجي زيدان : المرجع السابق ص ٦٧ ، ميرول نافع ص ٣٦
(٥)J. B. Phiby, The Land of Midian, MEJ, ٩, ٥٥٩١, P. ٧٢١ F, Van den Branden, BIOR, ٥١, ٨٥٩١, P. P ٨ ـ ٩, Histoire de Thamoud, P. ٥١, M. H. Seyring, in Syria, ٤٣, ٧٥٩١, P. ٠٦٢